التنمر:سلاح خفي يقتل بصمت. بقلم الكاتبة ورود نبيل_الأردن

 التّنمر: سلاح خفي يقتل بصمت


مقدمة

في زوايا الصّفوف الدّراسية، وأروقة المدارس، وعبر الشّاشات والمواقع الاجتماعية، يختبئ وحش صامت يُدعى “التنمر”، هو ليس فقط سلوكًا عدوانيًا عابرًا، بل هو جرح نفسي قد يمتد أثره لعمرٍ كامل. 

فالتّنمر لا يترك كدماتٍ على الجسد فقط، بل يترك ندوبًا في الرّوح يصعب شفاؤها.


تعريف التنمر


التّنمر هو سلوك عدواني متكرر يهدف إلى إيذاء شخص آخر نفسيًا أو جسديًا أو اجتماعيًا. 

وقد يظهر بأشكال متعددة، منها:


اللّفظي: مثل السًخرية، الإهانات، التّهديد.

الجسدّي: كالضّرب أو الدّفع أو تخريب الممتلكات.

الاجتماعي: كالعزل والإقصاء والتّشهير.

الإلكتروني: عبر الرّسائل أو وسائل التّواصل الاجتماعي بنشر الإشاعات أو الصّور المسيئة.


أسباب التنمر


يتجذّر التّنمر في مجموعة من العوامل، منها:


البيئة الأسريّة: الأطفال الذين ينشؤون في بيئة عنيفة أو مهملة غالبًا ما يعكسون ذلك السّلوك في تعاملهم مع الآخرين.

الرّغبة في السّيطرة: قد يتنمر البعض للشّعور بالقوّة أو لإثبات الذّات على حساب الآخرين.

الغيرة أو التّنافس: أحيانًا تكون دافعًا خفيًا للتّنمر.

نقص الوعي والانضباط: غياب التّربية السّليمة والتّعليم حول احترام الآخر.


آثار التنمر


التّنمر لا يمرّ دون أثر، بل يترك بصماته العميقة في نفس الضّحية، مثل:


تدني احترام الذّات والشّعور بالعار.

القلق والاكتئاب وحتى التّفكير في الانتحار.

الانعزال الاجتماعي وصعوبة تكوين العلاقات.

تراجع الأداء الدّراسي أو الوظيفي.


ولا تقتصر الآثار على الضّحية، فحتى المتنمر قد يعاني لاحقًا من مشاكل قانونية أو نفسية نتيجة سلوكياته.


كيف نواجه التّنمر؟


التّوعية والتّثقيف: في المدارس والبيوت يجب أن يُغرس الوعي حول أضرار التّنمر منذ الصّغر.

تعزيز الثّقة بالنّفس: دعم الأطفال واليافعين ليشعروا بالقوّة والقبول دون اللجوء للعنف.

الاستماع للضّحايا: منحهم مساحة آمنة للحديث دون خوف أو لوم.

العقوبات العادلة: يجب أن تُطبق قوانين واضحة ضد التّنمر في المدارس وأماكن العمل.

تشجيع الشّهود على التّدخل: الصّمت في وجه التّنمر يُعد تواطؤًا غير مباشر.


خاتمة


التّنمر ليس مجرّد مزحة ثقيلة، أو خلاف بسيط، بل هو جريمة نفسية يجب محاربتها بكل الوسائل، ولعلّ أسمى أشكال الشّجاعة هو أن نكون صوتًا لمن لا صوت لهم، ودرعًا لمن يتعرضون للأذى، فلنكن جميعًا جزءًا من الحل، لا من الصّمت.


الكاتبة: ورود نبيل- الأردن

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال