وفاء المقاومة قصيد لم أضع فيه حدودا جغرافية بين المرأة و الحب و الوطن و التراب ارجو ان ينال الاعجاب
#وفاء#المقاومة
بقلم: عكرمي يحياوي
أنا لستُ ظلّاً على رصيف هواك،
ولا غصن زيتون تُكسّره العاصفة،
وتعود تُقبّله ريحُ السلام الزائف…
أنا الذي أحببتكِ
كأنّكِ وطنٌ محتل،
وقلبي… مقاومة!
زرعتكِ بين ضلوعي
شوكاً وزهراً،
وسقيتُ صبركِ
من نزيفي العتيق!
لم أكن عابراً…
كنتُ الفكرة،
والحرف،
والجبهة…
كنتُ الحارس الليلي لعينيك،
أجمع الدمعَ سلاحاً
وأحمله فوق أكتافِ الصمت…
---
يا وفاء…
يا جمرةً تشبّ في صدر القصائد،
يا صرخةً لا تخمد،
ويا نَفَساً يحرّر المعنى من قيوده!
أنتِ لستِ امرأةً فقط…
أنتِ ثورةٌ تمشي على ساقين،
تُحرّكُني كأنّي نشيدُ وطن،
وتُشعلُني كأنّي ساحةُ معركة!
فلا تقولي إنّي أحببتك كأيّ عاشق،
أنا من رسم اسمك على الرايات
وخطّهُ في وصيّة الشهداء!
أوفيتُ، لأنكِ وفاء،
وحين خنقتني المسافات،
كنتِ الهواء الوحيد الذي لا يُشترى…
كنتِ الهواء الذي يزيّن الأنفاق،
كنتِ خراطيش البندقية،
كنتِ حجارة الطفل الذي يسكنني…
---
من حروف اسمكِ، "وفاء"… سأحرّر فلسطين!
الـ"واو":
وعدُ العاشق حين يقسمُ
أن لا يُساوم على حبّه،
ولا على أرضه…
وأن يموت واقفاً!
الـ"فاء":
فدائيٌّ القلب،
يمضي إليكِ
كما يمضي إلى القدس
بلا خوذة… وبلا رجعة!
الـ"ألف":
أناديكِ من بين الرماد
كأذانٍ في بيت المقدس،
لا ينكسر، لا يُحاصر، لا يسكت…
الـ"همزة":
أنا…
أنا الذي أحببتكِ
كأنكِ راية،
وكأنّ ضمّكِ انتصار!
---
وفي النهاية…
صبركِ يا قدس العشق،
رغم عنادي وجنوني،
كأنّه صبرُ الأرضِ
على دِماءِ أطفال غزّة…
كأنّه حَبّاتُ الزّيتون،
تنتظرُ يدَ فلاحٍ مكافح،
يحمل الجُرحَ في كفّه
والأملَ في قلبه…
---
ومعاً… سننتصر، سنُحيي القصيد
كصدرٍ وعَجز،
يصارعان بحراً
لا قرار فيه،
ولا ضفاف،
ولا كلمات، ودون مداد…
لكنّنا،
سنجمع أنياب الحوت
من أكوام التراب الأسود الندي،
ونلعب الغُميضة مع الأحلام…
وأحياناً،
مع صوت الكلاب!
نضحك تحت القصف،
نُقَبّل القصائد المحظورة،
ونكتب على عربات الزمن المسافرة…
أحبكِ يا فلسطين.
عكرمي يحياوي
قفصة تونس