في دجى الليل.بقلم الشاعر القدير محمد الهادي الحفصاوي_تونس

 ‎(في دجى الليل)

‎حين يسدل الليل سواد ستائره

‎ويرين على المدينة سكون قاتم

‎ويخلو الشارع الطويل 

‎وتطاول الاضواء فيه عتمة الدجى

‎متعبة خافتة..

‎يتنزل القطر رذاذا فاترا

‎فيزيد ليلي وحشة....

‎يقطع الصمتَ الرهيبَ

‎مواءُ قطة جائعة 

‎تمشي وئيدة واهنة 

‎وترصد الأبواب 

‎وترتجي من العباد رحمة

‎عبثا تموء وتستغيث

‎لا احد يسمعها

‎كل الأبواب موصدة

‎ولا حراك

‎تموء القطة يائسة..تتناءى ..

‎والورى نيام..

‎واطل من نافذتي فلا أرى 

‎سوى نهاية الطريق 

‎بعيدة تغوص في الظلام

‎في زاوية من الشارع الطويل

‎يظهر كلب شريد

‎يقعي برهة 

‎ثم يعدو ..ويختفي

‎أشعل سيجارتي..أرشف قهوتي

‎وأغوص في شجني 

‎وتتيقظ هواجسي 

‎واراني تائها مغتربا

‎صمت يرين على المكان

‎كل المدينة موات..

‎كمقبرة

‎تعج في باطني هواجسي 

‎وتصطخب الفِكَر

‎واراني سندبادا وسط الأنواء 

‎تعبث الرياح بأشرعتي

‎وتتلف الامواج مجدافي

‎والواح سفينتي

‎خيط الزمان فر مني..

‎لاشيء يشدني لأمسي الآفل

‎وأنا معلق في حاضر مرتجف 

‎حيران بلا عنوان

‎والافق كالليل البهيم 

‎ مجاهل 

‎وغد..من يدري ما غد؟

‎القادم المجهول يهجم زاحفا ...

‎وانا ارنو اليه 

‎وفي يسراي أشواك التهيّب والوجل 

‎وأقبض بيميني 

‎برعم حلم نديّ

‎وشعاعا خافتا من رجاء..وأمل... 

‎ محمد الهادي الحفصاوي-تونس🇹🇳

‎ (بقلمي)

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال