(في دجى الليل)
حين يسدل الليل سواد ستائره
ويرين على المدينة سكون قاتم
ويخلو الشارع الطويل
وتطاول الاضواء فيه عتمة الدجى
متعبة خافتة..
يتنزل القطر رذاذا فاترا
فيزيد ليلي وحشة....
يقطع الصمتَ الرهيبَ
مواءُ قطة جائعة
تمشي وئيدة واهنة
وترصد الأبواب
وترتجي من العباد رحمة
عبثا تموء وتستغيث
لا احد يسمعها
كل الأبواب موصدة
ولا حراك
تموء القطة يائسة..تتناءى ..
والورى نيام..
واطل من نافذتي فلا أرى
سوى نهاية الطريق
بعيدة تغوص في الظلام
في زاوية من الشارع الطويل
يظهر كلب شريد
يقعي برهة
ثم يعدو ..ويختفي
أشعل سيجارتي..أرشف قهوتي
وأغوص في شجني
وتتيقظ هواجسي
واراني تائها مغتربا
صمت يرين على المكان
كل المدينة موات..
كمقبرة
تعج في باطني هواجسي
وتصطخب الفِكَر
واراني سندبادا وسط الأنواء
تعبث الرياح بأشرعتي
وتتلف الامواج مجدافي
والواح سفينتي
خيط الزمان فر مني..
لاشيء يشدني لأمسي الآفل
وأنا معلق في حاضر مرتجف
حيران بلا عنوان
والافق كالليل البهيم
مجاهل
وغد..من يدري ما غد؟
القادم المجهول يهجم زاحفا ...
وانا ارنو اليه
وفي يسراي أشواك التهيّب والوجل
وأقبض بيميني
برعم حلم نديّ
وشعاعا خافتا من رجاء..وأمل...
محمد الهادي الحفصاوي-تونس🇹🇳
(بقلمي)