الأمنية،مابين الحقيقةوالخيال. بقلم الكاتبة ورود نبيل محمد/الأردن

 الأمنية، ما بين الحقيقة والخيال

الأمنيةُ هي الحلمُ الذي يتوسّد القلب، وينام في خيالنا كطفلٍ بريء، لا يعرف حدود المنطق، ولا يعترف بجدران الواقع.

هي ومضةُ أملٍ تنبثق في الظّلام، ونافذةٌ صغيرة نطلّ منها على عالمٍ أجمل، حتى لو كان بعيدًا، أو مستحيلًا.


لكن، أين تقف الأمنية؟

هل تنتمي إلى الخيال الذي لا يتحقق؟

أم أنّها بذرةُ الحقيقة التي تنتظر من يسقيها بالعمل واليقين؟

في لحظة ضعف، نُطلق أمنياتنا إلى السّماء، علّها تجد سبيلًا للتّحقّق،

وفي لحظة قوة، نحاول أن نمنحها أجنحة، ونحيلها إلى أهداف، ونركض خلفها بكل ما أوتينا من شغف.


لكن ليست كلّ الأمنيات قابلة للتّحقيق، بعضُها وُلد من الحنين، من فقدٍ لا يُعوّض، أو من ماضٍ لا يعود.

وبعضها الآخر يشبه السّراب، كلما اقتربنا منه، ابتعد.

فهل نكفّ عن التّمني؟

لا؛

لأنّ الأمنية ليست وعدًا، بل وهج.

وحتى إن كانت خيالًا، فهي تُنقذ أرواحنا من الجفاف، تُلهمنا، وتمنحنا سببًا للمضيّ.


إنّ الفرق بين الأمنية والحقيقة هو العمل،

فالخيال وحده لا يكفي، لكنّه البداية.

وما أن نصدق بما نتمنى، ونسعى له، تبدأ الحقيقة في التّشكل شيئًا فشيئًا.


فلتكن لنا أمنيات…

لكن لا نكتفِ بتأملها من بعيد، بل لنتقدم نحوها، ولو خطوة.

فأعظم الحقائق، كانت ذات يوم، أمنية.


الكاتبة: ورود نبيل محمد

الأردن


إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال