أحجبوا عني نور السماء
و الأنسام العليلة
فأجرامي ثقيلة ثقيلة
ثقيلة
أكتبوا عني فوق اسوار المدينة
أكتبوا عني بمداد الليل الأسود
على ورق النهار الأبيض
فسوادي يكفي كحلا لعيون
جميع نساء القبيلة
حزينة هي إمرأتي حزينة
أفديتها بنكراني
أفديتها بعصياني
و هي التي أسكنت بداخلي طوفاني
وأحيت الدم يجري في شرياني
فملامحها لم تعد كما كانت جميلة
جميلة، سعيدة، عفراء، حوراء
شيماء ،مريم عذراء
أرهقها التعب و الشقاء
لأحيى أنا الأناني وأنعم بالبقاء
أكلت من أفرانها خبزا
ومن ضيعاتها جبنا
ضيعتها و أشبعتها خدلانا و وجبنا
كم جبت في أزقتها تحت أشجار الخريف
عطل الشتاء و الصيف
وأثقلت خصرها النحيف برزم من
الهراء و التخاريف
شربت من عيونها أعذب ماء
و جازيت عيونها بالبكاء
أليست وطنا، إمرأة ،بلدة حمقاء؟
وعن حماقاتي كانت عمياء
صماء، بكماء خوفا من
نفسي الشريرة الشمطاء؟
أعطتني كلها
أعطتني روحها
كقطعة سكر ذابت في كأس حياتي
جعلت حياتي أحلى ساعاتي
وساعاتي التي عشتها أهدرتها
أهملتها طلقتها بالثلات
آت هو يوم الحساب آت
يوم تفتح كل الدفاتر و الملفات
دفاتر الماضي و الحاضر و الآتي
أمام قاض مراجعه
الإنجيل و الزبور و القرآن
و التوراة
هاتي يا نفسي هاتي
فإني مدين لها بروحي و حياتي
قلم /عبد المجيد المذاق بن محمد