بين وَشم القلب وظلال العهد
مرَّ بي... لا كالعابرين،
كأن نسيمًا يرافق خُطاه،
وفي عينيه دعوةٌ لميلاد قلب،
وفي صوته..
. حنينٌ جفّاه.
ناداني دون أن ينطق،
فقرأتُ في عينيه رسائل عشق،
قلتُ: مَن أنت يا سارق الصمت؟
يا من أيقظ في قلبي الدهشةَ والقلق؟
أنا الغجريّةُ يا هذا،
نشأتُ على تخوم النار،
وعشقتُ القيد... لأنه لي،
وصادقتُ البُعد كأنّه الديار.
لكنّ صوتك طرق أبوابي،
كعصفورٍ يبحث عن صدر الشجر،
كأنك لم تأتِ من دنيا الناس،
بل من وطنٍ لا يعرف البشر.
قلتَ لي كلامًا لا يُقال،
وكتبتني قصيدةً من سُكَّر،
فأين أمضي؟ وأين أفرّ؟
وحروفي إليك تفرُّ بلا أمر.
تعال إذًا، واكسر كل قيد،
تعال واصنع من نبضي وطن،
أنا لستُ لغيرك، لا تهب قبيلتي،
فقلبي إذا أحبّ... لا يُفتن.
خُذني من بين السنين العِجاف،
وارحل بي من صمت الحجر،
علّمني كيف يكون اللّقاء،
حين يتوقّف النبض عن السفر.
إن كنتَ لي... فأنا لك،
والدنيا تضيق إن لم تكن قدري،
عيناك مرآتي، وصوتك سكني،
فكن آخر الفصول في عمري.
بقلم: الشاعرة الأديبة غزلان حمدي