من أرضِ الوفاءِ والياسمينْ
من أرضِ الوفاءِ والياسمينْ
رمينا الباقاتِ من الياسمينْ
على مرافئِ الشوقِ والحنينْ
كتبْنا التاريخَ: لسنا زُعانفْ،
ولا نَخافُ من العِدا، نحنُ صَوارمْ!
فأبناءُ الخضراءِ أسدٌ شُجعانْ،
شربوا ماءَ السلسبيلِ الحَنانْ،
من عيونٍ فجّرَ الرحمنُ سيلَها،
فكانت دواءً يمحو الأوهانْ.
أبطالٌ نُرفعُ فوقَ الكَتِفْ،
نبشّرُ بالنصرِ، فهوُ مُنعطفْ،
وإن مِتنا شهداءَ في الرُبى،
فالموتُ زينةُ الحياةِ والشرفْ.
تُغَطّي الإنسانَ رِداءَ البواسلْ،
مَرقَدُهم جنّاتُ عدنٍ الواصلْ،
خرجوا من بيوتِهمْ رافعينْ،
زغردَت أمُّ الشهيدِ الحزينْ،
تُودّعُ ابنَها المغوارْ،
قائلةً: في الجنةِ دارُ القرارْ.
يا أرضَ الوفاءِ والياسمينْ،
لا تَخافي قولَ عجوزٍ لَعينْ،
نحنُ أمةٌ خرجتْ لخيرِ الأنامْ،
فكيف لا؟ وقد جمعْنا السَّلامْ،
من كلّ الأجناسِ، من كلِّ مكانْ،
على كلمةِ الحقِّ، ونُصرةِ الإنسانْ.
ماتت العُروبةُ بأيدٍ غَدره،
خائفةٍ على كُرسيِّها في الحُفره،
لكنّنا من أفريقيا للمَدى،
أعطينا دروسًا بمعنى الفِدى،
وأعدنا للعُربِ شموخَ الجباهْ،
وصَرخنا: لا نخشى سيوفَ الطغاةْ!
أسطولُنا جاءَ، بواخرُ وفاءْ،
تحملُ رسالةً للحقِّ والنقاءْ،
ترفضُ عدوانَكُم والطُّغيانْ،
وتحمي الأرضَ، أرضَ الكِرامِ الأباةْ،
أرضَ الجدودِ والأنبياءْ،
أرضَ الصمودِ والمقاومةِ والبهاءْ!
لن تُخيفَنا سُيُوفُكُم، لا الغُرورْ،
ولا خذلانُكُم للقضيةِ، يا دُثورْ،
نحنُ قادمون، والعزمُ أكيدْ،
على الانتصارِ، بلا ترديدْ.
سنُقاوم حتى آخرِ نَفَسْ،
بلا خوفٍ، ولا وجَلٍ، ولا يأسْ.
أبناءُ قرطاجَ، أسودُ الحضاراتْ،
فتحوا الحدودَ بلا مؤامراتْ،
وقالوا: نَكشفُ الكذبَ والبهتانْ،
ونفضحُ خونةَ دماءِ الشهداءْ،
الذينَ ماتوا من أجلِ البُكاءْ،
ومن أجلِ أن نَحيا بعِزٍّ ومَضاءْ.
سنبقى على العهدِ، مهما يَطولْ،
ونُرسلُ أساطيلًا لا تَزولْ،
تُعلّمكم معنى الحُريّةْ،
وتَبني الأوطانَ بيدٍ عنتريةْ.
يا من تمشدقتم باسمِ الديمقراطيةْ،
وكتبتم بنودًا... كاذبةً ونرجسيةْ،
هي خُدعةٌ في وجهِ الإنسانيّةْ،
لكنّنا اليومَ نُعلّمكمْ
معنى الديمقراطيةِ الحقيقيّةْ،
ونرفعُ رايةَ الشرفِ العربي،
التي دنّسَتها يدُ الانكساريةْ.
✍️ بقلم نادية التومي