تحليل وقراءة أدبية بقلم الشاعرة الأديبة غزلان حمدي من تونس

 شكرا للاستاذة غزلان البوادي لتحليل والقراءة الادبية بكلماتي هوايتي عربية 


هوايتي عربية


بطّاقتي... هُويّتي... عنوانُها

أنّي ابنةُ العُربِ الأُلى، ومَكانُها


جنسيّتي عربيةٌ، ودماؤُها

تجري بعزمٍ لا يُذَلُّ كيانُها


لا أبتغي اسمًا يُقيّدُ مهجتي

فالعُربُ في قلبي، وهم إيمانُها


من كلِّ أرضٍ قد حملتُ غصونَها

زيتونةً... بالحبِّ كانَ رُهانُها


أنا السلامُ... وسيفُ عزٍّ ناطقٌ

أنا الهُويّةُ... ما يضيعُ كيانُها


من أينَ؟ قُل لي، هل تُحدُّ خرائطي؟

أنا المدى، لا حدَّ يسكنُ آنُها


أنا من المغربِ العريقِ، وليلُهُ

في الحسنِ شمسٌ ما تعكّرُ بانُها


والجزْرَةُ العظمى أنا، والمشرقُ ال

عربيُّ بعضي، بل أنا عنوانُها


أنا التونسيّةُ في الديارِ، ولكنَني

في كلِّ بيتٍ طاهرٍ جيرانُها


لي في الكرامةِ منبرٌ لا ينحني

ولي العُروبةُ نورُها وبيانُها


لا تُشترى، لا تُستبدَلُ أمّتي

مهما غَرَتني بالقصورِ دُكانُها


دمي يثورُ إذا استغاثَ مُعذَّبٌ

في كلّ أرضٍ، كلّنا إخوانُها


أنا الخريطةُ لا تُحدُّ حدودُها

أنا التي لا تنحني قضبانُها


بطّاقتي... حرفٌ من الذهبِ الذي

صيغتْ به الأفكارُ، ثمَّ لسانُها


فهل ارتضيتم أن أكونَ بصوتِكم؟

وأن الهويةَ عربُها عنوانُها؟


بقلم نادية التومي


تحليل وقراءة أدبية بقلم الشاعرة الأديبة غزلان حمدي من تونس 

قصيدة "هوايتي عربية" للشاعرة نادية التومي هي أنشودة انتماء خالدة تنبض بالعزة والفخر وتفيض بحب العروبة من محيطها إلى خليجها إذ تفتتح الشاعرة نصها بتوكيد الذات عبر بطاقة هوية تتجاوز المعنى الإداري لتصبح رمزا للانتماء الوجداني والروحي فبطاقتها ليست ورقة تعريف بل شهادة عشق لأمة حملت المجد في دمها وأورثت أبناءها كبرياء التاريخ ولغته النقية تتحدث الشاعرة بلسان العروبة لا بصفتها انتماءً جغرافيا بل هوية روحية متجذرة في الوجدان فتقول "جنسيتي عربية ودماؤها تجري بعزم لا يذل كيانها" لتجعل من العروبة قيمة سامية لا تخضع للمساومة ولا تحدها الجغرافيا بل تسكن في القلوب والعقول في كل بيت من أوطانها تنسج الشاعرة لوحاتها بإيقاع شعري متين يزاوج بين القوة والنعومة بين الحماسة والصفاء فتبدو القصيدة كأنها نشيد قومي يتردد صداه في الروح والعقل معا ويظهر في تكرار الأنا "أنا السلام وسيف عز ناطق أنا الهوية" صوتٌ واحد يحمل وجع الأمة ومجدها معا فالأنا هنا ليست فردية بل هي جماعية تمثل ضمير العروبة كله وتستعمل الشاعرة صورا رمزية رقيقة لتأكيد عمق انتمائها كقولها "من كل أرض قد حملت غصونها زيتونة بالحب كان رهانها" حيث ترمز الزيتونة إلى السلام والرسوخ والتجذر في الأرض فيتحول الحب إلى رهان على البقاء والاستمرار وفي الأبيات التي تعلن فيها "أنا التونسية في الديار ولكنني في كل بيت طاهر جيرانها" تعكس الشاعرة وعيا إنسانيا رفيعا يجعل من العروبة وطن القلب ومن الكرامة منبرا لا ينحني فهي تونسية الأصل عربية الانتماء كونية النظرة تجمع بين أصالة الجذور ورحابة الأفق وتبلغ القصيدة ذروتها في الختام حين تقول "بطاقتي حرف من الذهب الذي صيغت به الأفكار ثم لسانها" لتجعل من اللغة العربية تاج الهوية وجوهرها فالهوية هنا تتحول إلى فكر ولسان وإبداع لا إلى حدود وخرائط فيغدو الشعر ذاته بطاقة الانتماء التي لا تبهت مهما تقادمت الأيام قصيدة نادية التومي تمثل صوتا عربيا نبيلا صيغ من حرير الحرف ومن لهب الكبرياء وتؤكد أن العروبة ليست شعارا يقال بل إيمان يعيش في القلب ويضيء الوجدان وقد أبدعت الشاعرة في التعبير عن هذا الإيمان بحس فني عالٍ ولغة أنيقة جعلت من القصيدة نشيدا خالدا لهوية لا


تزول


مع تحيات رئيس مجلس الادارة غزلان حمدي من تونس

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال