*عش طفلا...!
و ذلك الطفل الكامن بداخلك ...
النائم في صميم الذات...
إستفزه دوما...
أحيه فيك إن يوما مات ...!
ذلك الهارب منك إلى أمس...
ولت ومضت في طي الزمن
ذلك الطفل البريء ....
النائم في ثنايا الخوف والوجع
الراكن ببراءة الاطفال
بعيدا في حضن السّبات...
إياك ان تفلته ويتوارى منك ...
إياك أن تتركه يهرب منك...
إلى موانىء العمر السالفة
وما مضى من محطات...
إياك رغم المعاناةوالآلام
ثم ٱياك أن تدعه
يضيع عنك في الزحام
وفي مدن الخوف و في الأحزان ...
وهواجس الوجس و الخيبات...
عانقه جيدا يا أنت...
إستفزه وايقظه دوما فيك ...!
مهما العمر بلغ فيك مدايات ومدايات...
و إمنحه متنفسا لملامح براءته
وماتبقى في جراب العمر
من دعابات وشقاوات ...
إفلته تحت مرمى بصيرتك...
إتبعه ولا تدعه يضيع...
وإن زل أو وقع يوما في الخطأ
إغفر له بسيط الحماقات و الزلاّت ...
طوبى لمن ظل بروح الطّفولة...
ما عاش وما طال العمر منه
فشقاوة الاطفال يا غريب الدّهر
هي الربيع زمن الجدب...
والهدوء زمن الصّخب
زمن الخوف والأزمات ....
لا تدعه يهرب منك يا أنت
ايّاك...ايّاك... ثمّ ايّاك...!
يتوارى في زحام العمر حين يطول
فيضيع عنك ويندثر ...!
وتُطوى عليه صفحات وصفحات ...
وعش بالطّفل فيك طول العمر
واقفز... والعب... وامرح....!
وعد في نفسك إلى المدرسة
كالأطفال زمن العود إلى المدرسة...
واشتم عبق الكراس والمقلمة
ونشوة الصبح من برد أيلول...
واحلم بنهاية العام...
إذا ما أقبل الصيف...
ونزعنا لباس البرد ...!
وافرح بيوم العطلة والصيف...!
وردد :يا فرحي "غدا لا أدرس"...!
وارسم في ذهنك المتعب
حنينك لتلك الطرقات...
ولازم طفولتك يا ذي الشيبة
لأن الطفولةاذا مابقيت فيك
طول العمر....
هي نظافة لصحيفتك من الإثم
وراحة للنفس من دنس الدجل...
الطفولة يا مسكين ياابن الدنيا...
البلسم الشافي وراحة للنفس
الطفولة هي ترياق الحياة...
عش طفلا....!
ومت وعلى وجهك تقاسيم الطفل
إذا ماخلد للنوم...!
و براءة العصافيرو الصبيان الأموات...!
-سمير بن التبريزي الحفصاوي🇹🇳
((بقلمي))✍️✍️✏️