نداءات قلب
ألفت الغناء فصار منه تغريد،
واللحن يحنو، والوصال قريب.
حضنت الأوتار رغم شجونها،
فإذا الغروب في الأفق عجيب.
وتفرعت غصون تطارد ظلها،
يرمش القمر، يلعب ضوءه ويميل.
ما بال خلي للخبر جاهل،
وللسؤال لا يرد ولا يجيب؟
طال الانتظار وروعة صوته،
فأضل الطريق، والعنوان يضيع.
وربما في سكوته أعذار،
ويوم اللقاء يحلو الحديث.
وإن توانى عن مطلبي رده،
لا الرسائل تصل، ولا القرب يحين.
سألت الزمان لحظة رخاء،
هل الرجاء في الهوى معيب؟
وسيل العين أمام الناس دفاق،
وعيش الفؤاد المشتاق سقيم.
إن طال الترحال والشموع عمياء،
فما فائدة البكاء، وما يجدي النحيب؟
قل لمعذبي إن أتاك نادما،
ما عتب قلبك القاسي يخيب.
يتلاعب بالوصل، والروح معلولة،
نحيل العود، والطبيب يغيب.
كل الورود جف عبيرها،
ومفتاح الصبر كالحديد لا يلين.
هبت الوساوس تسكن مهجتي،
وعشت بلا أعتاب ولا دبيب.
سوى صدى حديثك في قلبي،
أحفن ندى هواك، نديم يطيب.
جليس على ربوة الشك مريض،
بين الضلوع شكوى أكتمها وتثيب.
/ بقلمي زينب عياري/ تونس