تحليل وقراءة أدبية بقلم الشاعرة الأديبة غزلان حمدي من تونس


 شكرا جزيلا للشاعرة الأديبة غزلان البوادي حمدي  

على التحليل والقراءة الأدبية المتميزة. 


تحليل وقراءة أدبية بقلم الشاعرة الأديبة غزلان حمدي من تونس

في قصيدة "أزهار الأمل في بيداء الصبر" للشاعرة التونسية عائشة ساكري، يتجلى صوت شعري يفيض إشراقًا رغم مسحة الألم التي تسكن بين السطور. النصّ يعبّر عن رحلة داخلية من العتمة إلى النور، ومن الانكسار إلى الإشراق، حيث يتكامل الحلم مع الصبر ليولد منهما الأمل الذي يعيد للحياة ألوانها المفقودة.


تبدأ الشاعرة بإشراقةٍ مستقبلية تُومض بالرجاء، فتُبشّر بأن “البيداء” ـ رمز الجدب والتيه ـ ستزهر من جديد، وكأنها تقول إن الألم لا يدوم وإن بعد القحط ربيعًا ينتظر. الصورة هنا تتجاوز حدود الزمان والمكان لتصبح رمزًا للإنسان الصامد أمام الأقدار. ثمّ تنطلق بخيالها الحرّ كطائرٍ يعلو فوق الأكوان، تجمع شتات الضوء من قسوة الأيام، في استعارة بديعة تمزج بين التعب والمعرفة، وبين التجربة والولادة من جديد.


يأتي “عقيق الأمل المقدس” كرمز روحانيّ سامٍ، يُظهر عمق التوجه الإيماني في القصيدة، فالشاعرة لا ترى الخلاص إلا بتسليم الحلم إلى الله، مصدر النور والطمأنينة. وفي إيقاعٍ داخلي ناعم، تنسج مشهد البوح للريح، حيث تمتزج الموسيقى بالوجدان، فيتحول الصبر المنسي إلى لحنٍ جديد للحياة.


تمضي عائشة ساكري لتبعثر أنفاسها في الأفق، في انعتاقٍ وجدانيّ من قيود الحزن نحو فضاء الأمل. فكل بيتٍ هنا يشبه خطوة نحو الضوء، وكل استعارةٍ تشي بإصرارٍ أنثويّ على النهوض. وعندما تقول "يشرق الفجر من بين أنيني"، فإنها تُبدع في جمع التضاد بين الألم والنور، بين الأنين والفجر، لتصل في النهاية إلى صورةٍ مفعمة بالسكينة والصفاء حين "تزهر في قلبي زهور الياسمين"، خاتمة تُعيد الحياة إلى الذات وتؤكد أن الأمل هو آخر ما يموت في قلب الإنسان.


إنها قصيدة مكتوبة بروحٍ شفافة ووعيٍ جماليّ راقٍ، تؤكد أن الشاعرة عائشة ساكري تمتلك حسًّا لغويًا ناعمًا وصورًا متقنة تنبض بالصدق والإيمان. كل الشكر والتقدير لها على هذا النص العابق بالأمل والعطر والصفاء.


مع تحيات رئيس مجلس الادارة غزلان حمدي


**أزهار الأمل في بيداء الصبر**

وغدًا ستزهر في البيداء كل الأماني

وأحوم كالطير حرًا بين أكواني

أجمع شتات الضياء من شقاوة الأيام

وأغزل منها حلمًا يرقى لحرماني


أودعها في عقيق الأمل المقدس يا إلهي

وأطرق أبواب القلوب، فهي في انتظاري

أبث في الريح ألحان الصبر المنسي

وأرتشف من سلاف الصمت أسراري


أبث الندى في صدى العتمات والأحزان

وألمس النجوم بأحلامي وأشجاني

أعيد رسم دروبي، أعيد غزل أوقاتي

وأبعثر في الأفق شوقي مع أنفاسي


وفي الغد يشرق الفجر من بين أنيني

وتزهر في قلبي زهور الياسمين


بقلمي. 9_10_2024 

عائشة ساكري تونس 🇹🇳

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال