*** انتظرتك ولم تأت***
انتظرتك ولم تأت
انتظرتك حتى ذاب المساء في أحداقي
حتى بردت النجوم على راحتي
حتى صار الصمت رفيق وحدتي
و لم تأت.
فجمعت بقاياي المبعثرة
لملمت شتات روحي ورحلت
أجرّ خلفي ظلاً بالخذلان مثقلا
ووجعًا عميقًا يقطر من ملامحي.
في طريق عودتي بك ألتقيت
صدفة أو قدرا بك مررت
رأيتك تفتح ذراعيك بلهفةٍ وشوق
تحتضنها كما كنت تحتضن الحلم
توقفت برهة
كأن الزمن تعثر بيننا
راقبت المشهد بصمتٍ
يوجع أكثر من البكاء
ثم انصرفت
كان على طرف لساني سيل من الأسئلة
لكني ابتلعتها كدمعةٍ خجلى
وعلى شفاهي ابتسامة تحجّرت
ابتسامة كانت آخر ما تبقّى مني
مادت الأرض تحت قدمي
و تبعثرت خطواتي
وغصّت الكلمات في حلقي فما نطقت
عادتني الذكرى من بعيد،
تفتح أبواب الأمس التي أغلقتها عبثًا
تسحبني إلى أيامٍ خلت
كم أوقات قضيناها معًا
كانت كالحلم الجميل
كنسمةٍ مرت على قلبٍ ظمآن
وكم في الغياب لك انتظرت
كأن الانتظار صلاة
وكأنك وعدٌ مؤجل لا يأتي.
و ماذا الآن؟
لا شيء في يدي سوى الصمت
وسوى حنينٍ يتقوّض ببطءٍ في داخلي
وأنا أمضي...
بقلمي: زينة الهمامي تونس