الوجد والانوثة بقلم الاستاذة الشاعرة فداء بن عرفة

 الوجد والأنوثة


قلبي يناجي الأسى في ليله الطويل

ويساجل الظلمتين بحسن التأويل

كم حارب اليأس بصبر كالجلاميد ولا

ألقى سوى ألم كالرماح الثقيل


تهتف بي كل دروب ملت نحو هواها

كالماء بين شفتي ظمآن بالتعليل

أرقد نجم المساء في عينيك صافية

كأنما الفجر ينشد نغمة البلبل


لولا الهوى ما بكيت على الرياحين ولا

شدوت أشعار حب فوق كف الأجل

لولا اشتياقي لظللت الحزون كأنني

سرب غيوم تردد أنشودة السفر


أنثى تكلل الجبين بنجوم المساء

وتنسج من أنفاسها عطر الأصيل

أنثى تحمل في الحنايا شموخ السحاب

وفي اليدين ندى قلوب العشاق


يا من حباك الجمال بسحره الوهاج لا

تسلب قلب صب بالهوى مغرم

فالنجم يحترق شوقا في مراقده

والبحر يروي ظماء القلب بالمحبة


أنثى تعانق الأمل في دربها الطويل

وتسقي بالحنين ظمأ الأرض والبذور

أنثى هي اللحن الذي يولد من ألم

ويصير في الشفتين أنشودة الحياة


أنثى هي السر الذي يخفيه كل ظلام

وهي الضياء الذي يروي قصيدة النور

فداء بن عرفة🇹🇳

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال