بنت الريف بقلم الأستاذ الصحفي الشاعر محمد الوداني


 بِــــــنــــــتُ الــــــريــــــف

                  .......

ريــفــيـة تَــرنــو إلــــى الأقــــدار

فــي لَـحـظَةٍ هـامَـت بـها الأفـكار


عــادَت بـها نَـحوَ الـطُفولَةِ سـاعَةً

فَـتَـبَـسَّمَت مِــن دَمـعِـها الـمِـدرار


وتَـسائَلَت كَـيفَ الشُجونُ وفَرحَةٌ

يَـتَـلاقَـيَـا فــــي قَـلـبِـهـا كــالـنـار


كـيفَ تَـسيلُ مِـن الـسُرورِ مَـدامِعٌ

فَـيَـعـودُ لِـلـمـاضي بِــهـا الإبـحـار


فَـتَـنَهَّدَت والـشَـوقُ يَـسكُنُ قَـلبَها

نَــبـضُ الـحَـنـينِ كـأنَّـهُ الإعـصـار


كــانَـت وأيـــامُ الــبَـراءَةِ حـولَـهـا

أمَــــلٌ يُــضــيءُ بِــرائِـعِ الأنـــوار


طَـيـفُ الـصَـبِيَةِ مــا يَــزالُ كـامِنا

يَــجـري هُــنـاكَ بِـجـانِـبِ الأنـهـار


بــيــنَ الــمَـرابِـعِ تــــارَةً مُـتَـواثِـبا

وَيَــلَّــمُ بــاقــاتٍ مَــــنَ الأزهــــار


وهُـنـا مَــعَ الأتـرابِ تَـجلِسُ تـارَةٍ

والـنَـبعُ صـافي تُـحيطُهُ الأشـجارُ


يَـبنينَ حُـلما مِـن حِـكاياتِ الهَوَى

وخَــريــرُ مـــاءٍ دافِـــقٍ شَــرشـار


يِـتَـهامَسونَ ويَـضـحَكونَ بِـبَهجَةٍ

أرواحُـــهُــم لا تَــعــرفُ الأكــــدار


نَـبضُ الـسَعادَةِ صـارِخٌ دَومـا هـنا

أصــواتُــهُــنَ كــأنَّــهــا الأوتــــــار


صَـــوتٌ يُـغَـنِّي لِـلأمـانيَ صــادِقٌ

فَـتُـجـيبُهُ فــي شَـدوِهـا الأطـيـار


كــانَــت هُــنــاكَ بَـيـنَـهُـنَ كَــأنَـهـا

طَـــيـــفُ مَـــــلاكٍ لاَحَ لِــلأنــظـار


فَـأعـادَها الـصَوتُ الـرَقيقٍ لِـواقِعٍ

ريــفــيـة تَــرنــو إلــــى الأقــــدار

                  .......

الصحفي الشاعر : محمد الوداني

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال