حين اختنق الصمت بقلم الأستاذة هالة بن عامر

 حين اختنق الصدق

يا زمنَ النقاء...


كم كنتَ طريًّا كنسمةٍ تغسلُ وجهَ الصباح،


وكم كان فيك الصدقُ عطرًا لا يُصنع،


والقلوبُ مآذنَ للخيرِ تُنادي بلا رياء.


رحلتَ,


فتكسّرت فينا المرايا،


وصار الصفاءُ ذكرى عالقةً في أطراف الذاكرة.


الآن،


يمشي الكذبُ متأنّقًا،


وتُباع الأمانةُ في أسواق المصلحة،


والفضيلةُ صارت خرافةً تُروى قبل النوم.


يا زمنَ الطيبين...


كم نفتقد دفءَ نظراتكم،


ورائحة الدعاء في بيوتٍ كانت تُضاءُ باليقين.


أرثيك،


وأرثي فيك إنسانيتنا الأولى،


حين كان القلبُ يسبقُ اللسان،


وكانت الكلمةُ وعدًا لا يُنكث.


لكن...


ما زال في الزوايا ضوءٌ خافت،


يشبه ابتسامةَ طفلٍ لم يتعلّم الكذب،


ويدَ أمٍّ تُصلح العالمَ كلَّ صباحٍ بالدعاء.


وحتى حين يختنق الصدق،


يبقى في القلب نبضة أمل تنتظر الفجر ليعيده للنور.


هالة بن عامر تونس 🇹🇳

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال