ظلمتني يا سيدي…
حكمُك نزل عليَّ نزولَ الصاعقة،
كصَياطٍ تمزّق جسدي وتنهش أعماقي.
كيف تشكّك في حبّي لك وولائي؟
كيف تشكّك في عشقي لك ووفائي؟
كيف تتّهمني بالأنانية؟
وكيف تطلب منّي أن أنساك؟
أنساك؟!
وأنت من علّمتني أبجديّة الحنين،
وأنت من زرعتَ في قلبي نبتةَ العشق، وسقيتَها من حضورك ودفئك؟
أنساك؟ وكيف أنسى من علّمني معنى الحياة؟
كيف أمحو من ذاكرتي من سكن أيّامي ولياليَّ؟
ظلمتني يا سيدي…
أنت من رسم صورتنا على جدار الأمل،
ثمّ محوتها بيديك دون رحمة.
أنت من أقسم أن لا يتركني لوجعي،
ثمّ كنت أول من سلّمني إليه.
هل تدري كم من مرّةٍ بكيتُ لأجل كلمة منك؟
كم من ليلٍ أحرقتُه بالدعاء أن تلين؟
ظلمتني يا سيدي…
حين صدّقتَ الوهم وكذّبتَ قلبي،
حين استمعتَ إلى الضجيج الخارجي، وتجاهلتَ صمتي الموجوع.
ظلمتني حين جعلتني خصمًا، وأنا كنتُ أحبّك كالوطن.
ظلمتني حين جعلت منّي متّهمةً في محكمة الغدر،
دون أن تمنحني فرصةَ الدفاع، أو نظرةَ إنصاف.
لكن صدّقني يا سيدي…
سأغفر لك، لا ضعفًا، بل لأنّي أرتقي بالحبّ عن الأحقاد.
سأغفر لك، لأنّ قلبي الذي أحبّك يومًا، ما زال يعرف معنى النقاء.
وإن غبتَ، فسيبقى طيفك يزورني بين الحين والحين…
ولكن هذه المرّة، لن يجد قلبًا مفتوحًا كما كان.
بقلمي:
ألفة ذكريات من تونس 🇹🇳
ابنة الزمن الجميل ❤️