الأستاذ الراقي صالح حباسي

 بلقاسم براهيمي 

الأستاذ بلقاسم براهيمي قلمٌ من ذهب، يخطّ بحبرٍ فريدٍ استُخرج من تراب هذه البلدة الطيبة، ومُزج بألوانٍ بهيّة من بساتينها الوادعة. يستمدُّ من جريان واديها وسواقيها تلك السلاسة العذبة التي تنساب بها كلماته فوق سطور الذكريات.


ليس الأستاذ بلقاسم براهيمي كاتبَ ذاكرةٍ فحسب، بل هو مؤرّخٌ يكتب كي لا ننسى. مقالاته دروسٌ في الوفاء والصمود والصبر وحسن الجيرة ونُبل المعاملة. تعيد إلينا مشاهد الحقبة الاستعمارية، كاشفةً مخططاتها الصليبية ضد الدين الإسلامي، وجشع المستعمِر وقسوته على المواطن الجزائري، كما تميط اللثام عن دور الجالية اليهودية في خدمة تلك المخططات.


شكرًا لك أيها الأستاذ الفاضل على هذه الدروس… لا أسميها مقالات، فهي بحقّ مواد تعليمية راقية، وأثمن ما نتلقاه منها دقّة اللغة وبهاء البيان. لقد أغنيتنا بأبجدياتٍ عربيةٍ لم نقرأ عنها في المدارس، وفتحت لنا حروفًا كانت حبيسة المعاجم.


تحيةً لهذا الرجل الطيب الأصيل؛ ما عسعنا أن نقول لك إلا جزاك الله عنّا كل خير. وبرغم ما تعانيه من ضعف البصر، لم تستسلم للمرض، ولم تترك القلم يسكن… فثوابك عند الله، وهو خير من يجزي ويثيب. 


يأبالقاسمٍ والفضلُ يشهدُ فيـــهِ

قلمٌ تباهى الدهرُ في تـــهديــهِ


من تُربِ بلدتِنا ارتوتْ أحبارُه

فسقى الحروفَ بصفوِ منبـــوعِــهِ


يمشي على دربِ الحقيقةِ شامخًا

ويروحُ يخطبُ بالبيانِ ويمضــيــهِ


علّمْتنا مِن نورِ علمِك حكمةً

تُحيي القلوبَ وتستقيمُ نواصــيــهِ


كتبَ الملاحمَ لا ليفرحَ خاطِرٌ

بل كي يعي التاريخُ بعضَ مآسيــهِ


ويقولُ للماضي: اسمعوا أخبارَه

ولتشهدِ الأجيالُ صدقَ رواويــهِ


ما لانَ رغمَ عضالِ داءٍ نازلٍ

قد زادَه صبرًا وثبّــتَ عزمَـــهِ


فجزاكَ ربُّ العرشِ خيرَ عطائه

ورعاكَ بالحفظِ الجميلِ وحمـــيــهِ


بقلم الشاعر صالح حباسي

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال