قراءة هذه القصيدة الغنائية للشاعر سامي بلحاج بوبكر تكشف روحًا تمتزج فيها العزلة مع الإيمان، ويُسمع في كلماتها نبض إنسان يقف وحيدًا في الخلاء، لكن قلبه عامر بالله. الشاعر ينسج مشاهد ليلية شفافة؛ ليلٌ خالٍ، نجوم تلمع، وغربة تُثقل الروح، ومع ذلك
يظهر صدق الشعور وبساطة التعبير التي تمنح النص حرارة إنسانية نادرة. إنّه حوار صامت بين الشاعر وربّه، تتصاعد فيه حالة الشكوى ثم تهدأ تحت ظل الرضا، فيتحوّل الألم إلى مناجاة هادئة.
تتجلّى قدرة الشاعر في المزج بين اللغة العامية التي تحافظ على خصوصية الصوت الشعبي، وبين العمق الروحي الذي يمنح القصيدة بعدها العاطفي. وتتقدّم الصور الليلية بإيقاع غنائي جميل يجعل القارئ يرى الوميض فوق صفحة السماء ويسمع رجع السهر في قلب الشاعر. يلامس النص مشاعر الوحدة بطريقة طاهرة، ويُظهر الإحساس بالاحتياج إلى الرفيق دون أن ينفصل عن الثقة بـــ«النصيب» ورضا القلب بما كتبه الله.
إنّ حضور النجوم والقمر وتحوّل الليل من وحشة إلى أنسٍ روحي يعكس نضجًا شعوريًا وحساسية فنية راقية، ويُبرز أن الشاعر لا يكتب كلمات فحسب، بل يسكب جزءًا من تجربته الحياتية في صورة غنائية صادقة. شكري وتقديري للشاعر سامي بلحاج بوبكر على هذا الإبداع الذي يجمع بين الشكوى والسكينة، بين الغربة والأمل، ويمنح القارئ لحظة صفاء في حضرة الليل.
مع تحيات ادارة مجلة غزلان للأدب والشعر والابداع الفني العربي
