(أنت المقصد والقصيد):
أي معنى لأحرفي
إن هي ما ترنّمتْ بهواك
وعَدِمتْ ضرام صبابتي
ولم تُثِر في مهجتي ذكراك؟
إن الحروف دونك يا منيتي
خطًّ غبيًّ على الرمال
من لهو صبي عابث
فأي مدلول لحرف لم يضمخه شذاك؟
ولم يكن في قواميس الجمال
مرادفا لسناك؟
أنت الحقيقة والمجاز وعمق أخيلة
أنت المعاني رقيقة
والمغازي جليلة ودقيقة
وما انبثّ ما بين السطور
وخلف المفردات من لطف الدلالة
تعبق من متنها ريّاك
مَعين الهمس أنت وبلسم مهجتي
وباعث البوح الشفيف
ينثال من بين جوانحي
ومن حبابة خافقي
وهجا لحَرّ صبابتي
وضنى حنيني ولهفتي
وسحر عبارتي نجواك
أنت إيقاع القصيد وسبكه
وأنت منه قافية وسر بلاغة
ورقيق إيحاء وعذب مقاصد
وإلهامي فتونٌ في محياك..
ما جال طيفك في خاطري
إلا تآلف سادر أحرفي
وأسلمت لي والبيانُ قيادها
وتنضدت كقلادة درية
همسا شفيفا نابضا متوهجا
وأي معنى للقصيد عَداكِ؟
بقلمي/محمد الهادي حفصاوي/تونس🇹🇳