بقلم الأستاذ الأديب ايمن احمد خلف

 إندماج الواقع بالخيال !!!


كيف لشخص أن يدرك مكان لم يذهب إليه أو يراه من قبل !

ويقسم أنه كان هناك يوما ما ، وربما يشرح أماكن ومعالم هناك ، والمثير للدهشة أن كلامه يصيبه الصواب فكيف ذلك ؟؟

إن الإدراك العقلي ما ليس إلا أداه إستيعاب هائلة وبالطبع أن الإداك العقلي يعتمد في المقام الاول على الحواس كلها ومن هنا نعرف أن حاسة البصر ليس أقوى الحواس ، والدليل على ذلك أن القرأن الكريم إستبق السمع عن البصر ، لأن حاسة البصر تعطل بمجرد إغماض عينيك ، ولكن حاسة السمع تكون متيقظة حتى أثناء النوم ، والدليل أيضا على ذلك أنه إذا حدث ضوضاء أو ضجيج بجوار شخص نائم سينتبه ويستيقظ .

لكن بعيدا عن الإدراك العقلي ، يقابله اللاوعي ، فإن اللاوعي أداة مناظره للإدارك ولكنها صماء فهي عبارة عن قرص مدمج بالغ التعقيد والبراعة الإلهيه ، ويستطيع تسجيل ملايين أو مليارات المعلومات على مدار حياة الانسان كلها ، ولكن كما قلنا انها أداه صماء تخزن بها صورا ثابتة مأخوذة عن الوعي ، 

فالعقل الواعي يتحسس ويدرك المواقف لحظه حدوثها وبعد إنتهاء الحدث يؤخذ منها صوره مماثله تحفظ في اللاوعي لربما أردنا إسترجعها مرة اخرى للعقل ، لذلك يجب أن يكون الحدث صحيح لأن اللاوعي سيحفظه كما هو ،

رجوعا للشخص الذي يوصف معالم وأماكن لم يشاهدها من قبل ، ذلك يرجع ان هذا الشخص يتعايش مع الخيال وكأنه واقع ربما إندامجه لموقف قد سمعه من شخص أخر أو رؤيه فيلم مثلا أو أي شيئ يجعله يدخل في حاله إندماج تام بالطبع بعدها سترسل صورة مماثلة طبق الأصل ولكنها صماء الي اللاوعي ، ومع مرور الوقت حين إستدعائها للعقل يحدث تضارب بين ما إذا كان الحدث هذا لذات الشخص او لشخص أخر .

ولكن على اي حال هذه الحالات لا تحدث إلا لأشخاص قليلون جدا ، فهم يستطيعون الدخول الى عالم الخيال بكل احاسيسهم وجوارحهم .

هؤلاء الأشخاص لديهم عيب خطير ، أنه من الممكن ان يكذب ويصدق كذبته ، ومن ثم يتعامل على هذا الاساس ، بأن العقل يرسل الى اللاوعي كذبه على انها حقيقة وعند استرجعها سترجع بالحاله التى حفظت عليها .

هؤلاء الاشخاص دائما ولا إراديا يخلطون الواقع بالخيال .

الأخطر من ذلك أنه حينما يرتبط الوعي باللاوعي بالعقل الباطن سيحدث للشخص نوع من أنواع الفصام في الشخصيه ، التى من الممكن ان تفني حياته قبل حياة الأخرين .

لذلك لا تعيش واقع أحد حتي ولو بخيالك وعيش واقعك أنت .

لا تسجن نفسك في عالم من الخيال ، فالخيال ماليس إلا سجن تحبس به نفسك داخله لتفعل من خلاله مالم تستطيع فعله في الواقع .

فلا تهرب من واقعك بخيالك ولا تحلم حلم غيرك .

.............................................................................

( فضلا وليس أمرا وعذرا )

للتكريمات 

الاسم / أيمن أحمد خلف 

الصفه / مدرب دولي تنمية بشرية

                                                        LIFE COACH

البلد / مصر


A.A.KH

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال