الابداع اللغوي
للإبداع نبع واحد هو الوجد ..بعد مخاض تجربة العيش والتعايش..فيُملي نوعا من التعبير تجسده اللغة وتنطق به..من هذا النبع تدفق لغة فريدة تتمثله وتتجسد بين كلماته متميزة بالموْسقة والصور والتأملات النافذة الى أعماق الذات واحاسيسها والى جوهر الموجود وقضاياه..فيكون الكلام شعرا كان أم نثرا..هو طوفان القلب وخلجات القلم
ويعتبر الابداع بالقلم لغةعالمية إنسانية تخترق حدود المكان والزمان ..حدود التاريخ والجغرافيا لتستقرفي الأرواح وخير شاهد على ذلك نصوص الصعاليك التي نتأثر بجماليتهاوآثار العصرين الاموي والعباسي التي نتدارسها بفكر ثاقب ناقد
لقد أثبت التاريخ أن الكتابة هي الطريقة المثلى للمثاقفة والتعايش رغم الخصوصية ..فلاغرابة. أن نعرف أن الرسول صلى الله عليه وسلم يشترط على كل أسير قريشي أن يعلم عشرة مسلمين القراءة والكتابة ليفك أسره بعد أن أمره الله تعالى فى أولى آياته بالقراءة ذاكرا القلم أداة الكتابة في قوله تعالى ّ:(( اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم .))
لكن الكتابة لم تقتصر على نموذج قياسي محدد بل تعددت أنواعها وأنماطها باختلاف مقاصد كتابها ونظرة نقادها فنجد الإبداعية الفنية كالقصص والشعر والخواطر ونجد الوظيفية العملية مثل الصحافةو النصوص العلميةوالاشهارية ...
ولا يختلف اثنان في أن فعل الكتابة طقس له نواميسه وأدواته أدناها الإلمام بعلمي الصرف والنحو وكل مرافق الإبداع اللغوي وتمَلُّك مَلكة الرسم الاملائي. وأقصاها الخيال الواسع ورؤية الأشياء بعين الفنان التي تستوعب كل الرؤى من كل وجهات النظر..
والمختارات التي بين يديك عزيزي القارئ هي خلجات قلوب شعراء وأدباء امتطوا صهوة القلم لنسبح معهم في سماء الابداع والتألق ...في سماء الفن والرقي الروحي بعيدا عن الواقع العادي
فاطمة المبادرة