نقد تحليلي. من د. مصطفى محمد العياشي. لقصيدة د جمال مصطفى.


 هذه القصيدة تروي رحلة من الألم والشوق والفراق، حيث يعبر الشاعر الدكتور جمال مصطفى عن معاناته العميقة والحزن الذي يعتري قلبه. دعني أقدم لك قراءة تحليلية للقصيدة:

يت الأول والثاني:

غيابي ليس بخاطري  

ربما الغيابُ يطولُ  


هنا يوضح الشاعر أن غيابه ليس بمحض إرادته، وأن الفراق قد يطول، مما يشير إلى مشاعر الحزن والاضطرار.


**البيت الثالث والرابع:**

القلبُ قد إنشطرَ  

بين ماضٍ و مجهولُ  


يشير الشاعر إلى حالة التمزق الداخلي بين الذكريات الماضية والمستقبل غير المعروف، مما يعكس حالة من الضياع والتشتت.


**البيت الخامس والسادس:**

تارةً أندبُ حظي  

و تارةً لا أقولُ  


يصف الشاعر تناوب حالته بين الشكوى والصمت، مما يعكس التوتر الداخلي الذي يعاني منه.


**البيت السابع والثامن:**

لا أشكو إلا لله  

بهِ منالِ أنولُ  


يعبر الشاعر عن إيمانه العميق بالله وأنه لا يشكو همومه إلا لله، مما يظهر عمق العلاقة الروحية والثقة بالإله.


**البيت التاسع والعاشر:**

ليس بخاطري فراقكمُ  

القيدُ في عنقي مغلولُ  


يوضح الشاعر أن فراق أحبائه ليس بإرادته، ويشبه حالته بالأسر حيث القيد يغل عنقه، مما يعكس شعور العجز والقيود المفروضة عليه.


**البيت الحادي عشر والثاني عشر:**

تمهل أيها الغادرُ طعناً  

باتَ جسدي منحولُ  


يتوجه الشاعر بالكلام إلى الشخص الذي خانه، يطلب منه التمهل في طعناته لأن جسده قد أنهك وضعف.


**البيت الثالث عشر والرابع عشر:**

عظامي تهوى لحمٍ يكسوها  

و العظمُ مكسراً كسولُ  


يصف الشاعر حالته الجسدية الضعيفة، حيث أن عظامه تتوق إلى اللحم ليغطيها لكنها مكسورة وكسولة، مما يعكس التعب والضعف الجسدي.


**البيت الخامس عشر والسادس عشر:**

يا قاتلي لطفاً تمهل  

يومَ تسأل إنكَ مسؤولُ  


يناشد الشاعر قاتله بالتمهل، مذكراً إياه بمسؤوليته يوم الحساب.


**البيت السابع عشر والثامن عشر:**

يا صبرُ كم بالكَ طويلُ  

لستُ أيوباً لكني معلولُ  

يخاطب الشاعر الصبر مشيراً إلى طوله، ويعترف بأنه ليس أيوب لكن معاناته كبيرة.


**البيت التاسع عشر والعشرين:**

ركلتُ برجلي الحجرُ  

جفَّ الماءَ لستُ مغسولُ

يوضح الشاعر أنه حتى الحجر ركل برجله، وأن الماء جف ولم يعد يغسله، مما يعكس حالة من القسوة والجفاف الروحي.

البيت الواحد والعشرون والثاني والعشرين:

باتَ الأصحابُ ثعابيناً  

لكنَّ كلامهم معسولُ  

يصف الشاعر أصدقائه بأنهم تحولوا إلى ثعابين، رغم أن كلامهم يبدو حلوًا، مما يعكس الخيانة والنفاق.

البيت الثالث والعشرون والرابع والعشرين:

كلَّ لسعةٍ تنذرُ بموتٍ  

و الموتُ يأبى غيرَ معقولُ  

يصف الشاعر كل لسعة من هؤلاء الأصحاب بأنها تنذر بالموت، لكنه يشير إلى أن الموت في حد ذاته غير معقول أو مرفوض.

البيت الخامس والعشرون والسادس والعشرون:

الهمومَ تراكمت في صدري  

لستُ بهذه الدنيا مقبول  

يصف الشاعر تراكم الهموم في صدره، ويشعر بأنه غير مقبول في هذه الدنيا، مما يعكس حالة من الغربة والرفض.


**البيت السابع والعشرون والثامن والعشرون:**

إن كان بالعمرِ بقيةً  

لقياكمُ محتماً إني لهُ عجولُ  


يختتم الشاعر بقوله إنه إذا كان هناك بقايا في عمره، فإن لقاء أحبائه محتم وهو عجول إليه، مما يعكس شوقه العميق للقاء من يحب.

القصيدة تعبر عن مشاعر حزينة ومعاناة عميقة، واللغة الشعرية المستخدمة فيها تعزز هذه المشاعر بقوة. الشاعر استخدم التشبيهات والاستعارات بذكاء لتوضيح حالته النفسية والجسدية، مما جعل القصيدة مؤثرة للغاية.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال