تحليل نقدي بقلم الأستاذ الصحفي الشاعر محمد الوداني
" للشاعر سمير موسى الغزالي
(سألتُ الروحَ)
سوريا..وافر
أتهجرُ بعدَ أنْ نِلْنا وِصالا
وكانَ مُناكَ قد ماتّ احتِيالا
أتعبثُ بالعهودِ وبالوصايا
إذاً فاصبر ولاتُبدِ انْشغالا
غداً سينوحُ قلبكَ منْ فِراقي
و يَستجديكَ تَسْتَجْدي مُحالا
سألتُ الرّوحَ عنْ غدرٍ أتاها
فما صَمَتَتْ وما لقيتْ مَقالا
أتصبرُ والقديمُ لهُ انبعاثٌ
بقلبينا وقد نِلنا دَلالا
إذاً فاصبرْ وقد جَرَّبتَ صَدِّي
لدمعك إذ تُكفكفه وَ سالا
وَ قَلبُكَ - إذ يَنوخُ ببابِ حُسني -
حَثيثُ العزمِ قد شَدَّ الرِّحالا
إلى رَوْضِي يَخوضُ مَخاضَ عِشْقٍ
فما يَخْبو وما يَلقى نَوالا
إذا ما الموتُ نَازلَهُ بِحُبّي
تَحَدَّى الموتَ أو قبلَ النِّزالا
فَنلتَ مُنىً وخَانتني الأماني
وأنتَ تخونُ ظُلماً وَ ارتجالا
ألا فَارحلْ وَ دَعني في نَعيمي
تَطَهَّرْ أسْتَجِبْ واطلبْ وِصالا
نَعيمُ الحبِّ في طُهرٍ وفيه
نَعيمٌ للغدِ الآتي اكتمالا
يَزولُ الظُّلمُ ما زالتْ نَوَايا
وَ يَأبى الحُسنُ منْ قَلبٍ زَوالا
فيا قلبي عُهودكَ فَلْتَصُنْها
وكنْ في الحُبِّ أحسنهم مِثالا
ولا تظلم عَدوّاً أو حَبيباً
فإنّ الظُّلمَ ظُلمَته نَكالا
وبادر في صفاءٍ أو نقاءٍ
فحبُّ الخلقِ لايُرجى اتكالا
ولولا عَدلُ رَبّي ياحبيبي
تفشَّى الظُّلمُ في قلبي وَ َطالا
فَحاذرْ في الدُّنا ظُلماً وَ حَاذر
منَ الأقدارِ تأخذهمْ وَبالا
و تَرمي كلّ ظُلمٍ في صميمٍ
منَ الأحداثِ تَتْرُكُهُمْ خَبالا
--------
1. تحليل النص:
قصيدة "سألتُ الروحَ" للشاعر سمير موسى الغزالي تعكس شعوراً عميقاً من الألم والخيانة والإحباط. تتناول القصيدة موضوعات مثل الوفاء والخيانة والتصبر في الحب، ويبدو أن الشاعر يعبر عن صراع داخلي بين المشاعر الشخصية والواقع المؤلم.
2. البناء اللغوي والأسلوبي:
القصيدة مكتوبة بأسلوب شعري تقليدي، حيث يستخدم الشاعر قافية محددة وإيقاعاً منتظماً. اللغة في القصيدة تتسم بالرصانة والفخامة، ويعتمد الشاعر على الأساليب البلاغية مثل الاستفهام والتشبيه لتوصيل مشاعره.
3. الموضوعات الرئيسية:
- الخيانة والوفاء:يتناول الشاعر تجربة الخيانة في علاقة حب، ويستعرض التناقض بين عهود الوفاء وحقيقة الخيانة. يظهر في القصيدة تساؤلات الشاعر عن سبب تلك الخيانة وكيف يؤثر ذلك على مشاعره.
- الصبر والأمل: يشدد الشاعر على أهمية الصبر وعدم الاستسلام لليأس. يوجه رسائل ضمنية إلى الصبر والتحمل في مواجهة الأزمات.
- الظلم والعدل:يعبر الشاعر عن استياءه من الظلم ويشدد على ضرورة العدل والنقاء في العلاقات الإنسانية.
4. الرمزية والتصوير:
استخدم الشاعر الرمزية بشكل بارز، حيث يرمز إلى الروح والقلب كرموز للمشاعر الداخلية والحالة النفسية. كما أن الموت هنا ليس فقط نهاية الحياة بل يرمز إلى التحدي والصراع العاطفي.
5. الختام:
تدعو القصيدة في نهايتها إلى النقاء والطهر والعدل في التعامل مع الآخرين، وتنبه إلى عواقب الظلم. تعكس القصيدة بشكل عام تجربة إنسانية عميقة تتعلق بالحب والخيانة والأمل، وتؤكد على أهمية التمسك بالقيم الأخلاقية في التعامل مع المصاعب.
تستحق القصيدة قراءة متأنية لفهم الأبعاد العاطفية والبلاغية التي يحملها النص، وهي تعكس مهارة الشاعر في التعبير عن مشاعره وأفكاره من خلال لغة شعرية مؤثرة.
مع أجمل تحياتي الشاعرة الأديبة غزلان البوادي حمدي
