تحليل نقدي بقلم د.مصطفى محمد العياشي


 بقلمي الدكتور مصطفى محمد العياشي 


قراءة تحليلية نقدية لقصيدة


 " أسفياي" لعبد الرحمن المحجوب


( يا أسفي )

يا أسفي على زمن

صار العيش فيه صراع..؟ 

رسم على وجوه الأبرياء

طريقا علاماته ضياع...

من لا حيلة له

يجابه أسود وضباع..؟! 

تكشر عن أنيابها

وهو مبتور القدم والزراع 

يستجدي مُر العيش

و قاربه مكسور الشراع

يشتري أنفاسه كي يعيش

إستنفذ الدرهم والمتاع

في سوق البشر

الكل فيه. متباع.. 

والكل يترقب 

ويتحسس على الأوجاع 

من أينا.. ومتى.. يغدر به؟! 

والخداع سيد الأوضاع...!! 

والحمل يثقل الكاهل

والحاجة ملحة دون إنقطاع

من منا يطيب له عيش

ويرى صغارا جياع

أليس ما يدور حولنا ونعيشه

ملء العيون والأسماع...؟! 

صارت الناس بلا ناس 

واقع نعيشه.. تلك هي الأوضاع... 

فيا أسفي على زمن

صار العيش فيه صراع...


الإثنين / ٢٦/ ٨ / ٢٠٢٤

/. عبد الرحمن المحجوب

---------------------------

المقدمة:


تعبّر قصيدة "يا أسفي" للشاعر عبد الرحمن المحجوب عن حالة من الاستياء والأسى تجاه الواقع الاجتماعي والسياسي الذي يعيش فيه الناس. تأتي القصيدة كصدى لمشاعر الشاعر حول زمن مليء بالتحديات والظلم، حيث يصور المحجوب واقعًا مأسويًا يتسم بالصراع والمعاناة. تعتمد القصيدة على التعبير الرمزي والصور القوية لخلق تأثير عاطفي عميق لدى القارئ.


التحليل:


تبدأ القصيدة بتعبير "يا أسفي على زمن" الذي يشير إلى الحزن العميق والأسى من التغيرات السلبية التي طرأت على المجتمع. الشاعر يصف الزمن بأنه مليء بالصراع، حيث "صار العيش فيه صراع"، ويظهر التناقض بين البراءة والواقع القاسي، حيث تُرسم على وجوه الأبرياء علامات الضياع.


يستخدم المحجوب صورًا رمزية مثل "أسود وضباع" و"مبتور القدم والزراع" لتصوير البيئة العدائية التي يعيش فيها الإنسان. هذه الصور تعزز من إحساس القارئ بمعاناة الأشخاص المحرومين، الذين يواجهون الظلم وعدم المساواة.


القصيدة أيضًا تتناول موضوعات الفقر والظلم الاجتماعي، حيث يصف الشاعر الإنسان الذي "يستجدي مُر العيش" ويشعر بالعجز في ظل ظروف اقتصادية صعبة. تعكس الصور التي يختارها المحجوب، مثل "قاربه مكسور الشراع" و"يشتري أنفاسه كي يعيش"، الإحساس باليأس وفقدان الأمل.


الشاعر يبرز في نصه أن هناك تدهورًا في القيم الإنسانية والاجتماعية، فـ"سوق البشر الكل فيه متباع"، مما يعكس استغلال الناس لبعضهم البعض وتحولهم إلى أدوات تجارية في نظر الآخرين.


يتجلى أيضًا في القصيدة شعور بالقلق من الخداع والغدر، حيث يشير الشاعر إلى أن "الخداع سيد الأوضاع"، وهذا يشير إلى غياب الثقة والأمان في العلاقات الإنسانية والاجتماعية.


الخاتمة:


تختتم القصيدة بالتأكيد على حزن الشاعر على الواقع الذي يعاني منه الناس، مؤكداً أن هذا الواقع هو "ما يدور حولنا ونعيشه". ينقل عبد الرحمن المحجوب في قصيدته إحساسًا عميقًا بالإحباط والأسى، مشددًا على أن التغيرات الاجتماعية السلبية قد أدت إلى فقدان القيم الإنسانية والعدالة. من خلال استخدام الصور القوية والرمزية، ينجح المحجوب في توصيل رسالة قوية تعكس معاناة المجتمع في زمن يعاني من الفوضى والظلم.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال