من نوادر العرب الاستاذ عدنان احمد

 من نوادر العرب في سوق عكّاظ 

كان النّابغة الذّبياني يجلس تحت قبّة حمراء و يستمع إلى قصائد الشّعراء و يحكم بينهم و يحدد مراتبهم

وفي إحدى السّنوات أنشدت الخنساء قصيدتها الرّائعة في رثاء أخيها صخر الّتي تقول في مطلعها:

قذى بعينيك أم بالعين عوّار 

أم أقفرت إذ خلت مِن أهلها الدّار


كأنّ عيني لذكراه إذا خطرت 

فيضٌ يسيل على الخدّين مــدرار


أعجبته القصيدة و قال لها :

لولا أن " الأعشى " أنشد قبلك لقلت إنك أشعر الإنس والجن ، فغضب حسان بن ثابت و قال : أنا أشعر منك و منها .

فطلب النّابغة من الخنساء أن تجادله.

فسألته الخنساء : أيّ بيت هو الأفضل في قصيدتك فقال:


لنا الجفنات الغرّ يلمعن في الضّحى 

 وأسيافنا يقطرن مِن نجدة دما


قالت له : إنّ في هذا البيت سبعة من مواطن الضّعف...

قال حسّان بن ثابت : كيف ؟

فقالت الخنساء : الجفنات دون العشر و لو قلت الجفان لكان أكثر

و قلت “الغرّ” والغرّة بياض في الجبهة ولو قلت “البيض” لكان البياض أكثر اتساعا

و قلت “يلمعن”، والّلمعان انعكاس شيء من شيء

ولو قلت “يشرقن” لكان أفضل

و قلت “بالضّحى” و لو قلت “الدّجى” لكان المعنى أوضح وأفصح

و قلت “أسيافا” و هي دون العشرة

و لو قلت “سيوف” لكان أكثر

وقلت “يقطرن” و لو كانت “يسلن” لكان أفضل

فتعجّب من فصاحتها وفطنتها وعلمها بأسرار الشّعر والشّعراء.

#الأديب #روائع_الأدب_العربي

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال