ورغم الكبر الشاعر جاسم محمد الدوري

 ورغم َ الكبر ْ


                   جاسم محمد الدوري 


أنا مثل َ حرف ٍ بال ٍ

صارت ْ تمل ُ منه ُ الأسطر ْ

ضيعته ُ الكلمات ُ

ساعة َ لهو ٍ

عند َ مفترق ِ طريق ٍ وعر ْ

تأخذني الحيرة ُ حينها

أتأمل ُ في السماء ِ

طلعة َ القمر ْ

أرى الأرض َ تلبس ُ حلتها

كلما حل َّ الربيع ُ

وغزا مفاتنها المطر ْ

فالزرع ُ يضحك ُ منتشيا ً

كلما هزت ْ أوراقه ُ

نسائم ُ القطر ْ

وعيوني تكحلت ْ بالندى

لأنها كل َّ يوم ٍ

تطيل ُ في وجهك َ النظر ْ

فأنت َ وحدك َ

من ْ يسكن ُ القلب َ

وليس َ سواك َ من البشر ْ

فأنا من علمته ُ الغربة ُ

كيف َ يشتاق ُ إليك َ

حتى وإن طال َ به ِ السفر ْ

فعلام َ الحيرة ُ اذا ً

وقد ْ تلسعك َ

اللهفة ُ بحنينها

من قبل ِ أن

تأخذنا الايام ُ ونكبر ْ

فالعمر ُ يجري بلا وازع ٍ

وما ندري ما يحمل ُ

في جعبته ِ القدر ْ

فتعال َ نعيد ُ هزائمنا

ونغور ُ عميقا ً

في ذاكرة ِ الأيام ِ

فالوقت ُ كالسيف ِ

وليس َ لحن ُ وتر ْ

قد ْ يأخذنا بغيه ِ

ونغرق ُ في لجة ِ البحر ْ

فلا العوم ُ

يجدينا نفعا ً

ولا عد ُ النجوم ِ

ساعة السحر ْ

فنحن كالمطايا

تأخذنا العزة ُ بالإثم ِ

نركض ُ خلف َ ظلنا

بلا ملامح َ أو صور ْ

فلا تدع ْ التيه ُ

يجرفنا في غيابة ِ الوجد ِ

فيفقد ُ ظلنا الأثر ْ

وكلانا اتعبه ُ السير ُ كثيرا ً

ورغم ِ هذا

ما زلنا نحمل ُ أوجاعنا

رغم َ الكبر ْ

نزرع ُ أيامنا فرحا ً

ونسافر ُ في الماضي

بلا خجل ٍ أو حذر ْ

فما هي إلا نزهة ٌ جميلة ٌ

تحملنا في حديقة ِ العمر ْ

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال