إِصْلَاحٌ حُرُوفِيٌّ
لما تفتت تلك الصورة ،
أَحْمِلُ إِزْمِيلِي وَمِطْرَقَتِي
عَلَى جُدْرَانِ الْحَيَاةِ
أَرْسُمُ تلك الصُورَة
عَلَى ضِفَافِ الصَّفَحَاتِ
وَعَلَى هَامِشِ تِلْكَ الْخُطُوطِ
أُبْحِرُ فِي عَوَاصِفِ الْأَهَازِيجِ
أُصَارِعُ أَمْوَاجَهَا
أُصْلِحُ قَارِبَ نَجَاتِي
مِنْ هَيَجَانِ مِيَاهٍ سَوْدَاءَ
عَمَّتْ كُلَّ الْأَشْكَالِ ،
كُلَّ صَبَاحٍ أَنْقُشُ
عَلَى جُدْرَانِ السَّمْعِ كَلِمَاتٍ
تَأْتِي مِنْ بَعِيدٍ
لَوْ لَمْ تَصْلُحْ لَمَا أَخْتَلَّ
تَوَازُنُ الْأَلْوَانِ
قَوْسُ قُزَحٍ فِيهِ حُرُوفٌ تَهْطُلُ
عَلَى رِيشِ حَمَامٍ يُسَافِرُ
إِلَى كُهُوفٍ ظَلَّ هُنَاكَ
يُخْتَبَأُ فِيهَا مِنْ أَيَّامِ الضَّيَاعِ
، أَتَتْ كُلُّ الْأَوْتَارِ مِنْ مَعْزُوفَةٍ
ضَاعَ فِيهَا إِبْهَامٌ
سَافَرَ غَادَرَ هَاجَرَ
عِنْدَ شُرُوقِ بَدْرٍ أَضَاءَ تِلْكَ النُّجُومَ
الَّتِي تَتَوَهَّجُ عِنْدَمَا تَرَى لَيَالَ صَمْتِهَا
الَّذِي كَشَفَ مِنْ وَقْتٍ
لَمَا طَلَعَتْ لَوْحَتُكِ
الَّتِي تُضِيءُ كُلَّ أَشْكَالِ
حُرُوفِي مِنْ مُنْعَطَفَاتِهَا الَّتِي
ظَلَّتْ بَعِيدَةً عَنْ الْأَنْظَارِ
بقلم الشاعر رضا بوقفة
وادي الكبريت
سوق أهراس
الجزائر