وداعٌ على درجِ الطائرة
للمرةِ الأولى أصـاعدُ سلمـا ** والقلبُ يخذلُ خطوتي ويتألّما
عينايَ ترحلُ حيثُ روحـي أُودِعتْ ** والدمعُ يسري في المآقـي مُحجَما
ألقاكِ خلفي، والصبابةُ مُنْهَكـةْ ** والوجدُ في عينيكِ يهمسُ: هل بَقَـى؟
كفّاكِ، كم عانقتَ وجدي فرحَـةً ** واليومَ تسألُني الرحيلَ بلا لقـى!
صمتُ الوداعِ على الجوانحِ قاتـلٌ ** والحزنُ يكتبُ في فؤاديَ ملحمـا
يا زهرةً خضراءَ نامتْ في يـدي ** هل يورقُ الحبُّ المبعثـرُ مُجدَمـا؟
سأظلُّ أذكركِ السناءَ إذا بَـدَا ** قمـرٌ تهادى في المساءِ ومُلهِمـا
وسأحملُ الأشواقَ في قلبي وإنْ ** جارَ الزمانُ وجاءَ دهرٌ مؤلمـا
بقلمي الشاعر الصحفي محمد الوداني
