امراءة بارسية بقلم الشاعر رامي زيدان.

 امرأة باريسية بقلم الكاتب رامي زيدان

في شارع الشانزليزيه وعلي النغمات الكلاسيكية الحانية وعتمة الليل وضوء القمر الخافت وليالي الحب الصامت ، توجد أمرأة باريسية تنتظر علي الرصيف ولكن يبدو أن الطرقات خاوية من الماره وسط الأشجار العتيقة ، يبدو علي وجهها الشحوب والقلق ، أنها الجميلة ذات الشعر الأصفر والخدود الحمراء والعيون الزرقاء ،

والقوام الفرنسي الممشوق ، انزلق معطفها من بين يديها، لم يساعدها القدر ، ألا رجل كان يشعل سيجارته في عجرفة ، حتي أمسك المعطف وتلاقت أعينهم في أملاق وأعجاب ، ألتقط المعطف قبلها ، حتي بلت ريقها من تصرفه المتحضر ، وبكل حضارة ألبسها المعطف ، ثم شكرته علي ذوقه الرفيع في المعاملة ، ولكن الرعد ينذر بجرس هطول الأمطار حتي أعلنت السماء بنزول مطر غزير وشديد، أراد أن يوصلها في طريقة بعدما عرض عليها ولكنها لا تبالي وافقت في التو ،

بينما مساحات السيارة لم تقاوم غزارة الأمطار ، وبعد كلمات رقيقة ورومانسية باد عليهما الأعجاب حتى تعالت ضحكاتهم يبدو أن الحب زاد من حرارة المكان،

ثم أوقف سيارته أمام منزله وقال لها أسكن في هذا البيت المتواضع بمفردي ، وطلب منها أن تقبل العشاء معه ، أبتسمت وهي تهز رأسها بالقبول،

أسرع بفتح باب السيارة ، ثم مسك يدها في مشهد دراماتيكي ، هنا المنزل يبدو عليها الظلام الدامس حني أضاء المصابيح ، ثم دخلت بخطوات رقيقة وقام بنزع معطفها ،

نظرت في اللوحات العالقة.والزهور الجميلة حتي ذهلت من جمالهم ، دفئ المكان يشعرها بالأمان وكلامه العذب يثور علي مشارف أنوثتها ، ثم أدار موسيقى هادئه ورومانسية ، وأحضر كأسان وزجاجة من الوسكي ، ثم بادت بينهما الحكايات وتبادل الشرب بالكأس ،وقف وأخذها بين يديه ورقصوا مع بعض ، ثم وضع يديه علي خصرها وانتشلها بين حضنه ، وهو يتدلي نعومة جلدها ،

ويتملي جاذبية عينيها الزرقاواتين ،

لم تقاوم فرط الحنان ، حتي سالت من عينيها دمعات علي كتفيه ، وهي تبكي من قسوة الوحدة والأهمال ،

لقد مرت سنين حياتها والأيام لم تمنحها رجلاً قدير يكفل قلبها ، كل ماأدركته من مغازلة الرجال لأنوثتها وطمعهم في الأمتلاك يشعرها بالخذلان والأكتئاب ،ولكن أحتوائها لم يكن جريمة في حقهم ، بل جهل مشاعرهم قد أعمي لهم طريقة معالمها وأقتناء جمالها ، وهواجس الغريزة في أعينهم أصابها بالأغماء ، علي مدار عقودها وهي تحتقر الغباء ، معاملتها يجب أن تكون بإحكام ،

وأفتقاد المرأة لمليكتها لم تعطيك إلا البركان والطوفان،

وقد يغمر في جوفها مسالك الأحباط،

تشكي من قلبها لنفسها ويموت في عمقها مسارات الأنبعاث

فكل ذنبها أنها تدفع ثمن جهل الرجال وثقافة مرافق تكوينها الممتاز،

وأنحدار الأخلاق أفلت فينا معايير الرقي والأحساس،

وكبت مشاعرها لم يولد إلا طاقة لم تعطيها إلا لرجلا ثائرا وحر ،

قد يفجر ثورة علي محامل أنوثتها ويعطيها الحب بكل حضارة ورقي ،

فسرحت في ماضيها وتأملت أن تبدأ حياة جديدة يملأها

الحب والحنان ، ووضعت قلبها لعاشق يعرف قيمة من يحب، ولو ضحي بعمره من أجل مبادئ الحب الطاهر .

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال