من اين أبدأ.الاستاذ بقلم وليد ستر ألرحمان

 من أين أبدأ 

...................................

من أين أبدأ قصتي و مدينتي

سكانها

أعشاب ضر جائرة

قد دمرت بطباعها

روضا حقوله خصبة

ما أنجبت غير الغنائم نعمة

من قبلها


في حقبة كان الزعيم إمام بيت عامر

فيه الرقى

فيه الأناقة و الجمال كمالها


أصبحت حقا خائفا

أخشى الحقيقة قاتلي

فجميع من في القرية

كالذئب ترعى تقامر

خلف الغرائز تركض

من دون قيد يضبط

كل الجموع بلا نهى

في غابة

السيد فيها ماكر


في الساحة

طفل تقوم على الرداءة نفسه

ترك الدراسة و ارتمى

في حضن حي أهله

شيطان إنس ناكرة


قد وظف جل الشباب بصفه

نشر السموم و اغتنى

ما فكر في الغد طبعا لا يرى

غير الثراء وذاته

نفس اللئيم الجائرة


قد أهلكت بسمومها

حتى العقول الراقية

كل الديار تغيرت

في البيت أنثى تتاجر

باعت عزيزا عندها و استفحلت

ولت بلب غادر


هدمت حدود الحشمة

لبست ثياب العاهرة 

و تكاثرت


لا شيء يحلو لا هوى

في جوفي حزن قاتل

فمدينتي سكانها أعشاب ضر جائرة


من أين أبدأ قصتي و أنا الذي

يهوى الفضائل حسنها


في غفلة من أمرنا

ضاع الجميل تغيرت

عادات جدي و جدتي

و تجذر في عمق أرض طاهرة

فطر سمومه قاتلة

أعشاب ضر جائرة


الدولة مستنقع فيه الطحالب عائمة

مغشوش لب سافل

يرعى الركان نظامها


في هيكل صهيون بات مثابرا

لا يعلم و عن النتائج مرها


كم من كفيف سير جمعية

من دون علم لا يرى


يا سيدي

سئم الفؤاد مدينتي

و غزا الهوان سيادتي

أصبحت عبدا سالبا


لا مسجد أدى الوظيفة هذب

قد أصبح

بيت الرياء و المظاهر خدعة

من أجل كسب باطل 


حتى القصيدة حرفتي

لا لم تعد فن يثير الرغبة

و الرغبة

وطن يقوم على المبادئ و الهوى

فيه الفضيلة سائدة


إني انشغلت ببلدتي

و نسيت نفسي عن منى

أن أركب فلك القيامة و النهوض بأمتي


ها قد مضى دهر بلا شيء جديد يذكر

و أنا الذي حلقت في جو الكتابة بلبلا

ما عدت حقا مبدعا

كل الكلام كتبته

و عن الرداءة في القرى


من أين أبدأ قصتي

يا سيدي 

و مدينتي

سكانها

أعشاب ضر جائرة


قد دمرت بطباعها

روضا حقوله خصبة

ما أنجبت غير الغنائم نعمة

............................................

بقلم وليد سترالرحمان

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال