. غزة
لهيب المجد والثأر المدوٌي
وسيفُ أرضٍ ما انحنتْ رغم التهوّي
ترنو إليها الشمسُ خاشعةً، وتبكي
وتحتَ رُكامِها تُولدُ الزهرةُ مِن طينِ المأسي
في كلِّ زقاقٍ دمٌ يُصلّي، ونبضُ أمٍّ
تُرضِعُ طفلَها القذائفَ لا الحليبَ الطاهرِ الداني
أسلاكُها الشائكةُ أهدابُ كرامةٍ
وأنقاضُها أسرّةُ شهداءَ في نعيمِ المعاني
من خانَها صارَ شوكةً في حلقِ التاريخِ
يُجلَدُ بالعارِ، يوسَمُ بلعنةِ الوجدانِ
باعوها بخبزِ الذلِّ، والعملةِ الرخيصةِ،
جعلوا من دمِ الأطفالِ سلعةً في سوقِ النسيانِ
لكنها باقيةٌ... كغضبِ اللهِ في الطوفانِ،
كآيةِ نصرٍ، كدعوةِ أمٍّ في منتصفِ الأحزانِ
غزةُ... إن نطقتْ، تكسرُ زيفَ المذياعِ،
وتقلبُ الطاولةَ على ملوكِ الخداعِ والخذلانِ
هي ليست حكايةً في نشراتِ الأخبارِ،
بل صفعةٌ على وجهِ كلِّ صامتٍ جبانِ
فيها الجراحُ تغني، والدمعُ يُنشدُ:
"لا تُساومني، فأنا ولدتُ من عنادِ البركانِ"
تبكي البيوتُ وتضحكُ الأكفانُ،
وتحملُ العصافيرُ رسائلَ مقاومةٍ من جدرانِ الأكوانِ
غزةُ... نارٌ، من اقتربَ منها احترق،
ومن تخلّى عنها، حملَ عاراً في الأزمانِ
هي نداءُ كلِّ مَن بقيَ عربيَّ الصوتِ،
ولعنةُ كلِّ مَن تخلّى، ونامَ في حضنِ الطغيانِ
أيا خائنَ القضيةِ، أيا عبدَ الرغيفِ،
غزةُ ستبقى فضيحتَك في ميزانِ الرحمنِ
وإن ماتتْ ألفُ مرّة، تعودُ ألفين،
مُرصّعةً بشهدائها... تاجاً على جبينِ الأكوانِ
سلوى مناعي تونس🇹🇳🇹🇳