"موجات الشوق: في بحرها غرق قلبي"
عزيز بلغازي زناتي إليك انت أهدي
في ليلٍ يئنُّ بين أضلعي،
أغمض عيني، فأراها،
خلف كل نافذةٍ، خلف كل طيفٍ،
صوتها يرنُّ في ذهني، كأغنيةٍ تائهة
بين أطياف ذكرياتي.
أنا، الذي جعلتها أختًا في قلبٍ مغلق،
لكن قلبي لم يستوعب هذا التصنيف،
أعترف: ربما هي حبيبتي الأولى،
والباقي نزواتٌ بعيدةٌ عن حقيقة حبها.
يا لها من عذاباتٍ تحتلني،
كما تغمر الأمواج الشاطئ،
أهرب منها في كل مرة،
لكنها أقوى من أن أهرب.
أرى صورتها في كل زاويةٍ من قلبي،
وفي كل حلمٍ أتيتُه،
تسكنني كما يسكن الربيع قلب الزهر،
وتنساب من بين أصابعي كالعطر الرفيع.
محاولاتي لم تنجح،
فقد صنعت لي قلبًا أسيرًا في يدها،
كلما تذكرتها، شعرت بألمٍ قديمٍ،
كما لو أنني أفتش في الجراحِ بنفسي.
فهل هي تحبني كما أحبها؟
أم أنَّني مجرد وهمٍ في قلبها؟
في هذا البحر الذي غرق فيه قلبي،
لا أستطيع النجاة منها،
ولا أريد أن أهرب.
أتعذب بوجودها في كل تفصيلٍ،
أرى وجهها في كل فجرٍ،
وأشعر بحضورها في صمت الليل.
هل هي حبي الأول؟
أم أنني ضائعٌ بين مشاعر لا تنتهي؟
لا أدري، لكنني أغرق في حبها
كلما حاولت النجاة.
بين جفنيّ، تُختبئ صورٌ لها،
صورٌ لطالما كانت ملاذًا لقلبي،
لكن الألم يلتف حول تلك الصور
ويأخذني بعيدًا عن أرض اليقين.
فهل هي حبيبتي؟ أم أنني الغريق في بحرٍ
من الحيرة والشك؟
في النهاية، تبقى هي الأمل والألم،
حكايةٌ بدأت دون موعد،
وستظل في قلبي كل لحظةٍ،
حتى وإن تلاشت الأيام.