غزة تبكي... والعين لا تنام
غزة تصحو في الجراح ولا تفيق، في الليل تصرخ، والأنين بها يضيق،
دمع اليتامى في الأزقة ما انطفى، والأم ترضع من جراحها الحريق،
طفل ينادي "أين بيتي؟" والردى يأوي فراشه، والدمار له طريق،
وأب يكفن زوجته بثيابه، يبكي عليها، والقنابل لا تفيق.
مئذنة انهدّت، ومصحف آية يبكي وحيدًا، والمدى فيه الشهيق،
يا ليل غزة، هل تآمرت مثلهم؟ أم أنت أيضًا تشتكي صمت الفريق؟
أين العروبة؟ قد تفرّق نبضها، واستوطن الذلّ العروش بلا رفيق،
غزة تصيح، فلا مجيب لنزفها، إلا دعاء في الدجى، أو خنجر أنيق.
هم لا ينامون... الجفون ممزّقة، والخوف يسكن في العيون بلا بريق،
والخبز مفقود، وأحلام الصغار ضاعت على أعتاب دبّابة تريق،
قصفٌ يزلزل كل دار آمنة، وركام حلمٍ في المدى صار الحريق،
وسؤال طفلٍ: "هل سنحيا مثلهم؟" يفتك بقلبي... والصدى فيه الحريق.
آهٍ على قلوبنا... ما عادت تحتمل، داميةٌ كأنها من لهبٍ ورحيق،
وعيوننا بكت الدموع كأنها دمٌ، وكل نبضٍ في الضلوع لها شهيق،
كلنا معكِ يا غزة، يا نبضنا، يا وجعنا، يا كربنا العميق،
كل شهقة من صدورنا دعاء، وكل دمعة طُهْرُ عشقٍ لا يفيق.
وختامها: يا ربّ لطفك بالذي، لمّا دنا البلاء، ما عاد الطريق،
فامنن على غزة بأمن عاجلٍ، يا رب رحماك،
هذا القلب ضيق.
..بقلمي الأديبة غزلان حمدي من تونس
