أبو آبو ياسين بقلم الصحفي الشاعر والناقد محمد الوداني_تونس

 ابو آبو ياسين

حين يسألونني عن الإخلاص والوفاء، أقول: إنه أبو ياسين


حين يسألونني عن الإخلاص النادر، وعن الوفاء الذي لا يتبدل، لا أبحث طويلًا عن الإجابة، فهي حاضرة في قلبي قبل لساني... أقولها بثقة واعتزاز: إنه أبو ياسين.


هو ابن الجنوب الشامخ، حيث العراقة والمروءة، حيث تنبت الرجولة على تراب الكبرياء والصبر. من هناك جاء، حاملاً معه عبق الأصالة ودفء القلوب النقية.


رجلٌ مثقف، واسع الأفق، لا تفوته تفاصيل الفكر، ولا تغيب عنه معاني الأدب والإنسانية. يحمل الكلمة مسؤولية، والموقف ضميرًا حيًا، لا يُساوم على مبادئه، ولا يتغير مع تقلبات الزمن.


لم يكن يومًا عابرًا في دروبنا، بل ركيزة راسخة في مجلتنا. في حضوره تستقيم الكلمة، ويزهر المعنى، ويكبر المشروع. صدقه يسبق حديثه، وعطاؤه صامت لكنه عميق الأثر.


أبو ياسين ليس مجرد اسم نكتبه، بل هو عنوان لقيمٍ بدأت تندثر في هذا الزمن، وقامة تظل شامخة رغم كل ما يعصف من حولها. هو صديق الكلمة الصادقة، وحارس الوفاء حين يتسلل الغدر.


فحين يسألونني عن الإخلاص والوفاء، وعن المثقف الحقيقي، وعن السند في مسيرتنا... أقول دون تردد: إنه أبو ياسين، ولا أحد يشبهه..مع تحيات الشاعر محمد الوداني

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال