العشرُ من ذي الحجّة بقلم الشاعر بديع عاصم الزمان

 ✦ العشرُ من ذي الحِجّةِ ✦

أسرارُ السّباعيّة

بديع عاصم الزمان


في العشرِ تُوزنُ أعمارُ الزمانِ سرائرًا

ويومُها أسبوعُ روحٍ، لا يُجارى مَسْطَرا


كأنها سبعونَ قرنًا، كلُّ نبضٍ شاهدٌ

أن الاختبارَ بدُنيا الناسِ أسابيعٌ سُرّا


فادخُلْ بها، تلقَ القيامةَ في خُطاها، واقفًا

والنورُ يُشرقُ من فؤادٍ، قد صفا وتطهّرا


ليسَتْ عَشرًا تُعدُّ كما تُعدُّ حروفُنا

بل أنجمٌ سبعيّةٌ تَسري بأسرارِ الذُرا


أسابيعُ نورٍ تتوالى بالضياءِ تباشُرًا

تفتحُ في الفجرِ العُلى، وتفُكُّ قيدًا مُدمرا


دعوتُ ربي: أطلْ بيومي، لا لجناحٍ راحلٍ

بل كي أُتمَّ الروحَ سعيًا، في ضياءٍ مُزهرا


ويومُ عرفةٍ... الحسابُ يُنسى، والنوى

دمٌ نقيٌّ يُهراقُ، نحرُ نفسٍ قد نَذَرا


المرورُ أسرعُ من مدارِ الكوكبِ المنسيِّ

في العشرِ حيثُ القلبُ بالسِرّ المكينِ تَخدّرا


عشرُ ذو الحجّةِ تاجُ الدنيا، ومسكُ ختامِها

ويومُها الأعلى كفَجرٍ في المدى قد أسفرا


كأنها ليلةُ قدرٍ... تهبُّ في ثوبِ الشُهورِ

ورمضانُ فيها يُحيي قلبَ من قد أبصرا

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال