"أمهاتٌ لا تُحصى"
في عيدكنّ، يا نبعَ الحنانِ ويا
صوتَ الدعاءِ إذا ضاقت بنا السُبُلُ
في عيدكنّ، يا سرَّ الدُموعِ إذا
غابَ الرضيعُ، وليلُ القلبِ مُشتعلُ
أهدي اعترافي لوجهٍ هدّهُ السهرُ
وصدرِ أمٍّ، على الأحزانِ يحتملُ
لكِ يا أمي، ويا أمًّا لكلِّ فتىً
لكِ البكاءُ، إذا غابَ الذي وصلوا
لكِ التي لم تلد طفلًا، ولكنها
أمّت قلوبًا، وعزّتها هي العملُ
وللتي أنجبت، لكنّها حرمت
دفءَ الصغار، وظلّ الوجعُ يُكتحلُ
وللتي خلّفوا في قلبها وجعًا
وراحلوها، كأنّ الحُبّ مرتحلُ
وللتي ذهبت في لحظةِ الميلادِ
تمنحُ عمرًا، ويمضي عمرُها الأجلُ
ولكلّ أمٍ على الأطرافِ منسيةٍ
تغفو على ذكر طفلٍ خانها الأملُ
عيدكنّ الشمسُ، إن أظلمت دنيا
وا
لأرضُ إن ضاق فيها العيشُ والسبلُ
فأنتمُ الجذرُ، أنتم نبعُ أغنيتي
أنتم سماواتُنا، والبدرُ والمُقلُ
بقلمي الأديبة غزلان حمدي