من اجل البقاء بقلم الشاعر القدير طواهري امحمد

 من اجل البقاء


من أجل البقاء و بناء مستقبل واستقرار الأوطان واستقلال من التابعية يتطلب التركيز على العلم و التعليم و تكنولوجيا العصر و مصارحة أنفسنا أننا لا نملك سلاحنا ولا خبزنا ولا نصنع دواء بدلا من الكذب و تهريج والاتفعالات.، لأمم التي تسعى إلى النهوض والتقدم لا يمكنها الاعتماد على العواطف العابرة أو الخطابات السحرية الحماسية الفارغة من الجد والحقائق العلمية ، معظم الدول التى تطورت لم تغير شعوبها بل غيرت خططها وبرامجها و تفكيرها ، الأشجار المثمرة تغير أوراقها لا جذورها .


علىنا أن نبنى عقل على أسس راسخة من الفكر المستنير عقل مبدع. فالتاريخ لا يرحم الشعوب التي اختارت العزلة و العيش على هامشه العالم في الذل والخنوع ، ورفضت المساهمة في تطوير الإنسان بالعلم والمعرفة وليس في درب التعري والمهرجانات والحفلات الموسيقية والطرب و رقص ، على الأمة خلق مخططات طويلة الأمد عن دراسة مشاريع حقيقية ونظم تعليمية تُعدّ الإنسان على الاهتمام بتصنيع سلاح وليس شراء سلاح حصاد سنابل خبزنا بظبا استيراد و الاستغناء على الآخرين في قوات يومنا و حماية حقوقنا وحدودنا و العيش مع عالم كقوة إقليمية و دولية بالفعل، وليست أصوات من ضجيج الكلمات تأخذنا إلى العدم .


تتمثل حاجتنا اليوم في إنشاء منظومات تربوية وتعليمية قادرة على إنتاج أجيال تمتلك أدوات المعرفة وتكنولوجيا المعلومات، وبناء مدارس و اكاديميات تصنع الأبطال وتتمتع بمهارات عالية مستعد الى مواكبة العصر ، وتؤمن بالعمل الجماعي وروح المبادرة. فالأوطان لا تُبنى بالصراخ، بل بالعقل،وتطور والبحث، والإبداع، لقد حان الوقت لنبتعد عن معالجة قضايا المستقبل بأدوات الماضي وايام الخوالي وشعارات لا جدوى منها سوى تهريج ، أن الحياة تعاش بالتقدم والازدهار والنظر إلى الأمام وتقرا بالإنجازات والحقائق من حولنا و تفهم بالعودة وتناظر بالنظر للخلف .


يحب أن نتحرر من عقلية الاستيراد الإستهلاك لننتقل إلى عقلية الإنتاج الفكري والمعرفي. فالعقل المتعلم هو الأساس الأول لأي نهضة حقيقية، ولا يمكننا الخروج من مستنقعات التخلف والجمود إلا إذا قدمنا التعليم على الترفيه، والعقل على العاطفة، والبناء على الانفعال، علينا أن نعترف و نصحح أخطأ الركود والركوع علينا الرجوع الى كرامة الروح ونعمة العقل والايمان .


بدون أن نعترف لن نفهم أننا ضعفاء لن نتقدم ولن نتطور بدون منهاج تعليم متقدم، سيظل الحاضر معتمدًا على الماضي، وسيبقى المستقبل في حالة من الركود. تزداد شعارات الجوفاء التى لا تقدم الى تطبيل وتهريج ، إذا لم تتوفر عقول ناضجة تتحمل مسؤولية الوطن وحب الازدهار والتقدم ، ستستمر الأمة في الغرق الى أعماق مستنقعات الجهل، كل الشعوب الارض التى نهضت من الاستعمار أو السقوط لم تغير شعوبها بل غيرت أفكارها ، من أجل الإبداع والابتكار والتجديد والبقاء .


العالم يتطور والبلدان تواكب تطورات العصر في البحوث والدراسات والتميز والابداع و الاختراعات الجديدة ، وبعض الدول العربية والإسلامية في غيهاب مع البطولات الماضي، غدا ستفوت عليها فرص العمل و النهوض، هي لا تصلح الى بناء اوطان سوف تدمر واحدة تلو الأخرى.إما أن نعمل اليوم على بناء أجيال واعدة بعقول مبدعة و جيوش قوية ، أو سنظل نعيش بطقوس الماضي بأدوات الأمس، ونغرق في مستنقعات بلا نهاية، نعيش في ظل العالم مع باقى القطيع المتخلف الذي يسجن علمائها و يقتل بعضها البعض وينفي علمائها ويهمل شبابه وينسى أبطاله لا تنتظر منه سوى زواله.


بقلم طواهري امحمد.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال