قصيدة [حين غلبني الحب]
بقلم ماجد ياسين عبيد
البحر الكامل
تمايلتْ في رِقّةٍ وبَهَاءِ
ومشتْ بخَفرٍ زاهٍ وإبْهاءِ
جلستْ فأنصَتُّ الجَوانحَ كلَّها
وسكبتُ فكري في دُجى الإصغاءِ
تنفّسَ العِطرُ الجميلُ منَ الشّذى
فجرى كنهرٍ ناضرِ الأضوَاءِ
ورقصتْ ورودُ الروحِ من طَربٍ
حتى اهتزَ قلبي من صدى الأنواءِ
لمستُ من الشَّعرِ الحريرَ فغارَ
فستانُها الزَّهريُّ من أسمائِي
فأجبتُها قولا جميلا خالصاً
علّي أُرَدّدُ شُكرَ ذاكَ السّقَاءِ
قلتُ: "أنتِ روحي في عناءِ تعبِي
تُحيينَ في العظمِ المُصابِ رجَائِي"
قالتْ: "وهل للمرضِ منْ بُرهانِ؟
أم هل يزولُ الحبُّ بالصَّحراءِ؟"
تناولتْ الكفَّ المُرتجفَ الذي
يُخفي ارتِعاشَ الحُبِّ في خُطَبائِي
ولكِنّي انسحبتُ، ودمعُ وجهي
يسقي ترابَ البُعدِ من دَمعَائِي
ما كانَ هرباً بل غَلَبْتُ مشاعري
خوفاً عليها منْ لظى خَطَرَائِي
ولمستُ وجهَ الطُّهرِ في قسماتِها
وفكَرتُ في المُستقبلِ الوَضّاءِ