غياب الروح. بقلم الشاعرة القديرة سهى زهرالدين

 (غياب الروح)


حين ينتصر القدر،

ويبدأ بالتهام حصاد العمر،

يتوقف الكون عن ارتداء لباس العيد،

فتبدو الأزقة باهتة الألوان،

ويختفي العطر عن بقايا البنفسج الناعس،

فتدخل الروح في دوّامة المصير.


لا طرحة عروس تلاحق نسيم الزغاريد،

لا طبول الفرح تُقرَع في المرج الخصيب،

فيبدو السوار في معصم الوقت سَجّانًا.


ها هي بدأت السنون العجاف،

والقحط مرسومًا ألوانًا على الطرقات.


ربما ستدوم سنة،

أو ربما سترسم الوجوه الناعسة على تنهدات الجدران.


ستتناقلها الأجيال،

فتغدو روحًا بلا حياة.


سيخبرون عن أنثى غابت عن وجهها الضحكات،

سينبت الأقحوان عند رفاتها،

سيرتعش الياسمين لذكراها،

ليتدلّى الندى على عظامها البيضاء.


سيرحل الشتاء مبللًا بدموع الفقد،

وتبدأ الريح الهوجاء

تقضم الوقت الرتيب،

لتمطر السماء حروفًا وشوقًا،

يدخل في أرضها الجرداء.


كل قطرة في داخلها همسةُ نورٍ نحو الحياة.


يا أيتها الروح العابثة،

الراضخة،

المتقوقعة،

عودي لأحضان يوسف.


انفخي في وجه الريح،

أحضني الحروف من جديد،

لعلّ الروح تعود،

تقتل القدر بيدٍ من حديد،

يتبسّم قدري الجريح،

ويضع قبلته على يدي،

ويغفو

في رحلة المصير.


سهى زهرالدين

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال