---
هواجس
بقلم: فتحي الصيادي
قلبٌ يخفقُ بخوف،
وعينٌ لا تهجعُ، ترفُّ،
تنتظرُ مجهولاً بنا يَحفُّ،
وترفعُ أكفَّها...
عسى يُهوّنه اللهُ ويَخفُّ.
وتبقى النفوسُ حائرة،
ولِما هو قادمٌ ناظرة،
كُتبَ لنا هكذا نعيش،
كلُّ شيءٍ مجهول،
وقد يمضي بنا إلى الذهول.
باتت أنفسنا في عصفٍ كالإعصار،
لا تستطيع أن تتخذ القرار،
وأين الصواب؟
فهي في احتيار،
هي تنتظر لما القدرُ به يصار،
فقدتْ اتخاذ القرار.
هكذا اليوم نعيش،
أحدُنا كأنّه يتعاطى الحشيش،
مذهولٌ من هذا الزمان،
ولا يدري أين...
يختار المكان،
لعلّ روحه تستكان،
فالعصفُ في كل مكان،
وفي أيّة لحظةٍ،
يحرّكه الزمان.
ما بات الضمير كما كان،
والمروءةُ عصفَ بها الزمان،
والغنيُّ نسيَ يومَ الحرمان،
وغاضتْ النفوسُ على بعضها،
لِمالٍ وجاهٍ...
ساءَ حظّها،
وما باتت تسيطر،
فساح فرطُها،
وماتت الناس قبل أوانها،
واستعجلت القبور
لتواري نفسها،
لتنهي معاناة الزمن،
وما شاع فيه من العفن.
يا رب، لك المشتكى،
كما ترانا نقاسي الهوان،
وبك نستعين في الرهان،
فاخترْ لنا زهوَ الأمان،
فسماءُنا ملبّدةٌ بالهموم،
وتشتّتَتْ أنفسُنا،
وهذا ما لا نروم.
والشرُّ أصبح طيراً
في السماء،
فوق رؤوسنا يحوم،
ونحن كالحمام،
تبغي نفوسُنا السلام،
وأنت السلام،
فنودّع أمرنا عندك...
في منتهى الكلام.