الدمع بقلم الشاعرة نادية التومي

 الدمع


كتبتُ الدمعَ يسكنُ في العيونِ

لِعُمرٍ قد مضى خلفَ الظنونِ


كلامُ القلبِ سالَ على الدفاترْ

ولا حبرٌ كفاهُ، ولا السنينِ


فمقلةُ ناظري تدمى وتبكي

وقلبي في الأسى أبداً رهينِ


ومن يفهمْ فؤاداً باتَ وجداً

رفيقَ الشوقِ، مسجونَ الحنينِ؟


يقولُ الناسُ: ما بالُكْ حزينٌ؟

لدَيكَ من النعيمِ، ومنْ سكينِ!


فقلتُ: كنوزُ سلطانٍ ومالٍ

كظلٍّ في الهوى، لا يستكينِ


إذا ما لم أجدْ صدرًا حنونًا

يضُمّ جراحيَ الحُمرَ اللعينِ


ومن يمسحْ دموعي إنْ أتيتُ

وفي عينيَّ آثارُ السنينِ؟


وأينَ الصدرُ؟ أينَ الصّحبُ حقاً؟

وأينَ الحُبُّ؟ أينَ البنينِ؟


لقد شغلتْهُمُ الدنيا كثيرًا

وساروا في متاهاتِ السنينِ


فيا ليتي تذكّرتُ الإلهَ

رحيمًا في الدُجى، سِرُّ السكونِ


إذا ضاقتْ بنا الدنيا رجونا

عطاءً منهُ، في لطفٍ دفينِ


فما في الأرضِ ينفعُ غيرُ فعلٍ

تُضاءُ بهِ دروبُ الصالحينِ


تُحاسبُنا الحياةُ على صراطٍ

وفيهِ العدلُ، ميزانُ الأمينِ


فلا خِلٌّ يدومُ، ولا حبيبٌ

ولا عهدٌ يظلُّ مع السنينِ


ولكنْ عندَ ربٍّ ليسَ يُنسى

تجدْ دوماً جوابَ المستكينِ


وإن وارَيتُني تحتَ الترابِ

فلا تزعمْ: "كُنتَ أوفى القرينِ"


ولا تقلوا: "سألنا ثم جئنا"

فهذا القولُ يُنسى... بعد حينِ


✍️ بقلم نادية التومي

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال