على بوابة النور بقلم الشاعر ابراهيم شحرور

 ✦ قصيدة: على بوّابة النور ✦

سأفتحُ من دربِ الشّروقِ مَواطِنا


وأهتفُ: ما ضاقَ الفؤادُ وما وَهَن


وإنْ عاصفتْ بي في الليالي رياحُهمْ


فإنّي صبورٌ في الرجاءِ وما حَزَن


أنا ابنُ الأماني لا أُقيّدُ خُطوَتي


ولا أستكينُ وإن دهاني ما دَهَن


فمِن خلفِ إعصارِ الحياةِ نجاتُنا


ومن بَعدِ دَمعِ العينِ يَضحكُ مَن سَكَن


تَعالَيتُ عن جُرحٍ يَزيدُ تَمزّقي


وأمسكتُ من حبلِ التفاؤلِ ما رُسِن


إذا ما غَرِقتُ ببحرِ حزنيَ مُثقَلا


فإنّي على موجِ الأماني قد سَكِن


أُجدّدُ أيّامي وأمسحُ عَبرتي


وأزرعُ فجرًا في فؤادي مُستَكِن


وأبني من الآمالِ صَرحًا شامخًا


يُعانقُ عُليا النّجمِ في الأفقِ المُحَن


أقولُ لروحي: انهضي وانهضي معي


فما ضاعَ في دربِ الكفاحِ الذي اتّسَن


فإنّي رأيتُ الشّمسَ تَسطعُ بعدَما


توارَتْ دهورًا خلفَ ليلٍ قد فَتَن


وفي كلِّ شَوكٍ قد نثرناهُ حولَنا


زُهورٌ ستُزهي رغمَ قَسوةِ مَن سَكَن


هيَ الأمُّ تُلقيني بحضنِ وصايا


تقولُ: تمسّكْ بالرجاءِ ولا تَهِن


فأُمسكُ ما قالتْ، وأمضي مُبتهجًا


كأنّي ملاكٌ ضاحكُ الوجهِ مُحَن


وما عادَ في قلبي انكسارٌ أو أسى


ولكنَّ في قلبي ضياءٌ قد سَكَن


فأحملُ في دربي نشيدَ بشارةٍ


يُناديني: هبْ لا تنحني رغمَ المِحَن


وأكتبُ للدنيا سطورَ عزيمةٍ


تُخلّدُ صبري في الرؤى بينَ الزّمن


وأُطلُّ من الآتي على ومضِ المُنى


كأنّي طيورٌ في السّماءِ بلا وَطَن


وأُقسمُ أنّي لن أُهينَ عزيمتي


وأنّي سأمضي بالضياءِ كما السُّنن


فيا بوّابةَ الأملِ افتحي ليَ واسعًا


طريقًا جديدًا، نحوَ فجْرٍ قد بَيَن


— ✍️ إبراهيم شحرور

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال