تبا لمشاعري
أنا حسّاسة ومرهفة جدًا
أنا هشّة كثيرًا من الداخل
أنا مع أولادي “الأمّ الدجاجة”
منذ كانوا في المهد
فَاقَ حُبّي واحتوائي لهم الحدّ
تحمّلت في سبيلهم كلّ أنواع العذاب
تحمّلت الإهانة والشتم
تحمّلت كل أشكال الاضطهاد
تحمّلت ما لا تطيقه الجبال
ومرّت الأيام وكبر الأولاد
وكلّلت دراستهم بالنجاح والتميّز
وكلّ هذا بفضل ربي وبفضل تضحياتي
واختار كلّ واحد دربًا ليسلكه ويتمّ تعليمه
أحسست بالخوف… أحسست بالوحدة والغربة
شعرت بالغيرة من مستقبلهم الذي سيأخذهم مني
شعرت بنوع من الأنانية لأنّي أريدهم بقربي
شعور لم أحسب له حساب!!!؟؟؟؟؟
إحساس لم أتوقّعه؛ زاد في قلبي الألم والعذاب
من أجل من تحمّلت مرارة الأيام؟
من أجل من سأستمرّ في خوض معركة البقاء؟
من أجل من سأواصل تحمّل الصراخ وعدم الاحترام؟
من أجل من سأُلغي كرامتي وكبريائي بعد الآن؟
زمان تحمّلت كلّ التنازلات لأجل أولادي
واليوم أكيد لست مضطرة للتنازُل
لا بدّ أن أنقذ ما تبقّى من ماء وجهي
أدرك أنّي من أجل أولادي… دفنت عمري
لكنّي سعيدة بنجاحهم… وهذا المهمّ في الأمر
سأظلّ أمًّا مهما تألّمت…
سأظلّ أقوى من أجلهم…
وأبني لنفسي فصلًا جديدًا من الكرامة والأمان
للمرة المليون: تبا لقلبي وسحقًا لمشاعري
بقلمي:
ألفة ذكريات من تونس 🇹🇳
ابنة الزمن الجميل ❤