قصة قصيرة
بعنوان
زمن الجراح
بقلم
الكاتب
د هانى فايق اسكندر فرج
هذى الشخصيات والأحداث لاترتبط بالواقع وانما
من خيال الكاتب
حارة البغبغان
تقطن هذة السيدة فى هذا الحى وقد تزوجت
زميلها فى العمل وبعد سنتين أنجبت طفلا
وبعد أربعة سنوات أنجبت بنتا وكانوا افلاذ
كبدها وهما سراج حياتها وتوفى زوجها وأخذت
على كاهلها مسؤلية تربيتهم وقررت عدم الارتباط
وكانوا متفوقين فى دراستهم والتحق الشاب
بالكلية الحربية وأصبح ضابطا والبنت حصلت
على بكالوريوس التجارة بتقدير جيد جدا
وتقدمت للمسابقة وعينت فى بنك وبعد أربعة
سنوات ارتبطت بزميلها فى العمل وبعد سنة
تم عقد القران وبعد ذلك قامت حرب 6 اكتوبر
وتحطيم خط بارليف واستشهد الكثير من جنودنا
البواسل وكان من بينهم ابنها الذى نال اكليل الشهادة
وعندما عرفت بالخبر الحمدلله ابنى استشهد وهو
فى الجنة مع اخواتى الشهداء وحبيت دموعها
ودخلت إلى غرفتها وتمسك صورة ابنها الشهيد
وتقبلها تنهمر منها الدموع وعرضت ابنتها وزوجها
أن تقيم معهم فى شقتهم ولكن رفضت بشدة
لم ولن أغادر شقتى كل زاوية فى المنزل والجدران
تقص قصتى من أو زواجى حتى الآن وحاصرتها
الاحزان وقضبان الظلام وأخذت تحكى قصتها
مع الصور المعلقة بالجدران وأصبحت حياتها
كالكابوس واجتاحت حياتها عاصفة من اليأس
وعصفت بها امواج وعواصف الايام واستولت
على معبد قلبها سلسلة من الاحزان وغطت
دروب حياتها شبورة من السحب الداكنة
وتسللت إلى خريطة قلبها جبال الجفاف وكانها
اصبحت فى طى النسيان ودق جرس بابها
ولم ترد فاتصلت جارتها بابنتها لأن والدتك
لم ترد فهر بن إلى شقة والدتها وكسرت
الباب فوجدت والدتها ملقاة على الأرض
واسرعت وحملتها إلى المستشفى وقال
الطبيب أنها تعانى من أزمة قلبية حادة
وان شاء الله بعد أربعة أيام ستكون بخير
ولابد لا تقيم وحدها فى المنزل وشكرت
الابنة الطبيب المعالج واتصلت الابنة بزوجها
أن يأخذ ابنتهم من المدرسة إلى البيت وانا
ساقيم مع والدتى لأنها فى غيبوبة وربنا
يشفيها فرد زوجها إن شاء الله خير
وبعد اسبوع استردت والدتها صحتها
واخذتها إلى بيتها ورحب زوجها بها
وطبع قبلة على جبينها واغرورقت عيناة
بالدموع وقال لها انتى امى وقبل يدها
وأخذت حفيدتها تقبل جدتها وتأخذ
الجدة حفيدتها وفى حضنها الدافىء
وبدأت نبضات قلبها تدق من جديد واحتوتها
حفيدتها وتاكل معها وان حفيدتها هى بلسم
حياتها ورسمت الابتسامة من جديد على
صفحة وجهها وطبعت اصابع الامل على
سجل حياتها وخرجت من دائرة شبح
أحزانها واضاءت شموع الامل من جديد
وحفيدتها هى مفتاح قلبها لأنها اخرجتها
من النفق المظلم وأضاء سراج نافذة قلبها
بشعاع خيوط شمس الامل الذهبية فى منوال
حياتها واسدل ستار الأحزان الملبد بالغيوم
والظلام الدامس وبزوغ بداية فجر جديد
زمن الجراح
الكاتب
د هانى فايق اسكندر فرج