راية في العلياء.بقلم الاستاذة الشاعرة نادية التومي

 "راية في العلياء"


قالتْ لي أمي، والدمعةُ في العينْ

"دمُ الشهيدِ، سقى ترابَ فلس-طينْ

أهديتُهُ للوطنِ... ما كنتُ يومًا أنينْ

بل كنتُ أُمًا... قلبُها صخرٌ حزينْ"


قالت: "مَن وُلِدَ في ساحةِ الأقصى الجليلْ

لا يُرهبُهُ بطشُ العدوِّ ولا القتيلْ

من تربّى في ميادينِ الكفاحْ

لا يخشى الموتَ... بل يزرعُ الجراحْ"


ارفعْ رايتَك في العلياءْ

موطني، يا ضوءَ السماءْ

قدّمتُ عُمري، دمّي، وابني

كي تبقى حُرًّا رغمَ العَناءْ

فلس-طينُ... عائدةٌ دونَ انحناءْ


"أنا العجوزُ، وقلبي بنتُ عشرينْ

حُلمي يعودُ... رغمَ طُولِ السنينْ

بيتي ركامٌ... وسلاحي حجرْ

لكني أقوى من جدارِ الخطرْ"


ارفعْ رايتَك في العلياءْ

موطني، يا ضوءَ السماءْ

ما خانتكِ الأحلامُ يومًا

ولا تاهَ فينا الكبرياءْ

فلسط-ينُ... عائدةٌ دونَ انحناءْ


سُرقَت طفولتُنا... لكنّ الأملْ

ما زالَ في عيونِنا، لم يَذبَلْ

سنعودُ من تحتِ الركامِ والنزيفْ

ونبني فوقَ الدمعِ... ألفَ رصيفْ


ارفعْ رايتَك في العلياءْ

وارسمْ صبرَك في الأرجاءْ

غصنُ الزيتونِ لنا سلامْ

لكنْ إن جاروا... نارٌ وهَواءْ

فلس-طينُ... عائدةٌ دونَ انحناءْ

  


بقلم نادية التومي

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال