حيـــــــاتنـــــــا
....................
تـدافـعتِ الأحــداثُ عــنــا واضـطـربْ
فــيـنـا كــريــمٌ قــــد ســمــا ومـعـانـدُ
تـــنـــاوبــت أيـــامـــنــا وتــتــابــعــتْ
فـأنـسـتـنـا ذكــــر الــمـعـادِ ومــخـالـدُ
تــكــاثـرَ الــخــلـقُ الــكـثـيـرُ كــأنــهـم
مـــواجُ بــحـرٍ فـــي الـفـضاءِ تـحـامدُ
وتـنـاسـلوا فـــوق الــتـرابِ بـأرضـهـمْ
كـنـسـيمِ ريـــحٍ فـــي الـمـدى يـتـوالدُ
ونـسـوا الـمـماتَ كــأن مـوتَ سـواهمُ
حـــلـــمٌ يــــــزولُ ونـــائــمٌ يــتـبـاعـدُ
وتـــســارعَ الــزمــنُ الـقـصـيـرُ كــأنــهُ
خـيـلٌ تـجـري فــي الـدجـى لا تُـعـانَّدُ
صــرنـا نـــرى الأعـــوامَ شـهـرًا عـابـرًا
والــشـهـرَ يُــمـحـى كــالـبـرقِ الــبــاردُ
أخَّــلَـت عــقـولُ الــنـاسِ أم دنـيـاهـمُ
خــلــلٌ أصــــابَ وحــكـمـةٌ لا تــوجـدُ
مـــــا كـــثــرت إلا لــتُــبـدي سـقَـمـهـا
فـــالأرضُ تـخـضـبُ ثـمـرُهـا مـتـباعدُ
في الحصدِ أسرعتِ الجموعُ وجاءهم
حــصـدُ الـمـنـاجلِ والــحـراثُ قــاعـدُ
تــداخــلـت ســنــوُ الــحـيـاةِ بـلـحـلـم
وغـــدا الـهـروبُ إلـى الأمــامِ مـعـتمدُ
نــهــوى الــمـلـذاتِ الــعـظـامَ بـرغـبـةٍ
حــتــى إذا جــــاءَ الــصـيـامُ نـجـاهـدُ
فــــي عـيـدنـا نـكـثـر طـعـامًـا زائـــدًا
فـنـغـصُّ مـــن شــبـعٍ ونَـسـقـمُ بــائـدُ
ورُفـــعــت بــركــاتُ وقــــتٍ عــنـدنـا
والـنـومُ ضــاعَ وطـعـمُ عـيـشٍ شــاردُ
فـقـدتْ قـلـوبُ الـنـاسِ مـعنى قـدرها
ضــاعـت قـنـاعـةُ قـلـبـهم وتـبـاعـدوا
وتــصــدّرت وحــشـيـةٌ فــــي أفُــقـنـا
إذْ نـــحــنُ كـــنــا بـالـفـضـائلِ ســيــدُ
صــرنــا نـلـبـي شــهـوةً فـــي لـحـظـةٍ
نــهــوى الــظــلامَ وبــالـحـرامِ نـكـابـدُ
ونــخــادع الأنــفـسَ الـضـعـفاءَ فـــي
مــكــرٍ، ويــأتــي الــمــوتُ لا يــتــردّدُ
يـــا ربَّ تـوفـنـا عــلـى الإســلامِ فــي
حــــــبّ الــنــبــيِّ مــحــمّــدٍ نــتـعـبّـدُ
لا مــبّــدلــيـنَ ولا مُــغــيّـريـنَ فــــــي
دربِ الــهــدى، بــــل بـالـرضـا نـتّـهجدُ
لا إلـــــــهَ إلا اللهُ نــخــتـتـم قــولــنــا
نــلـقـى الإلــــهَ وبــإسـمـه نـسـتـشـهدُ
نــحــيــا عــلــيـهـا، فــــــي الــجــنـانِ
نــكــرّمُ وبـلـقـيـاكَ الـعـظـيـم نــسـعّـدُ
بـــــــقــــــلم الشاعر" صالح حباسي"
مـــــــن ديـــــــواني "الحياة دروس "