ماقبلك ومابعدك.بقلم الطيبي صابر

 **ما قبلك ... ومابعدك...**


بين الحينِ والآخر..

كنتُ أفكّر في الكتابةِ عنكِ...

لكنّي كنتُ أتراجع..

فبعضُ اللحظاتِ لا تُكتَب..

وبعضُ المشاعرِ... 

ترفضُ الحبرَ والمجاز.

كنتُ أخافُ...

أن أُفرِّغَ المعنى من سموّه...

أن تُفقدَ الحروفُ وهجَ حضورِك...

فكلُّ ما فيكِ...

لا يُقال.. بل يُعاش.

حين كنتِ تحكين...

كنتُ أسافرُ في صوتِك...

في ارتعاشةِ نبراتِك...

كأنّي أسمعُ نفسي...

تُعيدُ اكتشافَ الحياة.

كنتِ أنثى...

تُعيدُ ترتيبَ الفوضى فيَّ...

وتُشعلُ صمتَ أيامي...

وتغسلُ روحي من غبارِ العالم.

معكِ..

كنتُ أترفَّهُ عن بؤسِ هذا الوجود...

وأتطهّرُ من شوائبِ الناس..

كنتِ عالمي الجميل...

الملاذَ الذي يشبهُ بيتَ الطفولة...

لا يُؤذِي... ولا يُؤذي.

يا امرأةً!

أنت التي تُدركينَ... 

كيفَ تُصغينَ لقلبي...

قبلَ أن أتكلم..

كيفَ تضعينَ يدَكِ على حزني...

فيسكتُ كطفلٍ بين ذراعي أمّه.

ما قبلكِ...

لم يكنْ سوى عابرينَ من الرماد...

وما بعدكِ...

سيكونُ صمتًا طويلاً...

لا يُكتَب..

ولا يُروى..

بل يُسكنُ كالحنين.


*بقلم الطيبي صابر*

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال