انا قمر الياسمين بقلم الأستاذ سهيل درويش

 أنا قمر الياسمين ...!

__________

هذا القمرْ

غيمُ السَّماءِ يرتدي 

منكَ الولوعَ

في متاهاتِ المطرْ 

 يغري دمي 

أنْ يشتكي ، أنْ يتَّكي 

أنْ يجعلَ الفجرَ المتيم هاهنا 

في لجة الشوق...

 شقياً مُسْتعَرْ ..

يقتاتُ منْ جفني النَّدى 

يرتاحُ في نبضِ المدى 

يتلوَّنُ لونَ الزَّبرجدِ و الشَّجرْ 

يا ليتني مثلٌ القمرْ 

أرتاحُ في كبدِ السَّما 

و يهزُّني صبحاً شهيقٌ

 للبنفسجٍ و الزَّهَرْ 

مغرورةٌ تلك الشعاعاتُ التي 

غنَّتْ إليك في خَفَرْ ...

تشكو نُجَيماتِ السما 

تقتاتُ من بحرٍ محاراً ...

أو دُرَرْ ...!!

عدني أروحُ بغمرةٍ 

ألقى إليكَ بنظرةٍ 

أشكو البحار كلما 

نَزَّتْ تراقصُها السفائنُ راحلاتٍ  

لكأنَّها دربٌ المَواكبِ تهتدي 

ضوءاً يجنّنُ كُلَّ رحلاتِ السَّفرْ 

و الياسمينة في المسا مثل العروس تتوجت ألوان نجمات السما 

و تكحلت ليلاً بلونك في خَفَرْ .. 

و الياسمينة مثل قلبي في الهوى 

عشقاً على عشق تولَّاهُ السَّهرْ 

غربَ البحارِ معابدٌ مجروحة 

و دم المآقي راح يغريه السَّحَرْ 

و الياسمينةُ راودت قلبي أنا 

و تغنَّجتْ تتلو نٌسَيماتٍ الضَّحى 

هي لا تلومُ الوجدَ أو ترمي الزَّهرْ 

هذا القمرْ 

 يسري مساءً في دمي 

و يلوِّنُ الوردَ على لحن الوترْ 

و يضمُّ ذاكَ الياسمينَ يبوسُه 

و يشمُّهُ 

يقتات منه نورَه و ضياءَهُ 

يشتاقُ دوماً للمسا 

أَوَ ليسَ ذاكَ الياسمين ...

يهوى كذيَّاكَ القمرْ ...!!

يهواهما قلبي معاً 

كهوى الثريا...

 تحت زخات المطر ...!!


بقلمي 

سهيل درويش 

سوريا _ جبلة

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال