أنا محمد... وسيفي الكلمة
أنا محمّدُ، والكلمةُ سيفي المُرهَفُ الحدِّ،
أشُقُّ بها جهلَ العقولِ وأهدمُ الصدَّ.
والتحليلُ عندي قوسُ فكرٍ مُتوثِّبٍ،
يرمي سهامَ الحقِّ في صدرِ من قد صدَّ.
من يستخفُّ بنورِ فكرٍ مُستنيرٍ،
يُعمِي بصيرتَهُ، ويغدو في الدجى الفردِ.
كم غابرٍ ظنَّ أنَّ العلمَ زائلٌ،
فبقيتْ حروفُ الحقِّ، والباطلُ اندردَ.
وكم قال المتنبي: “على قدرِ أهلِ العزمِ تأتي العزائمُ”،
وأنا من القومِ، لا أرضى بغيرِ المجدِ مقصَدَ.
من يحتقرُ العينَ التي تُبصرُ المعنى،
يُفضَحُ بالسطورِ، ولو توارى وتجلَّدَ.
وغزلانُ، زوجتي، كالمهرةِ الوثّابةِ في فكرِها،
تجولُ بالحرفِ حُرّةً، والبيانُ لها مسندَ.
قلمُها سيفٌ، لا يُثنى، ولا يُكسَرُ،
يقطعُ بالحقِّ طريقَ كلِّ من تجبَّرَ وتعنَّدَ.
من يستهينُ بالكلماتِ أو يسخرُ من النصوصِ،
سيعلمُ أنَّ للفكرِ سطوةً، وأنَّ الباطلَ يُبدَّدَ.
الحرفُ نارٌ إذا اشتعلَ في العقلِ أضاءَ،
يُميتُ الغرورَ، ويُحيي من بهِ الصمتُ تجمَّدَ.
إنّا نُقيمُ من المعاني عروشًا من نورٍ،
لا تهوي وإن سقطتْ عروشُ المُجوهرِ والمُرصَّدِ.
بقلمي الصحفي الشاعر محمد الوداني