(رحيل في منتصف الطريق )
أحلام وأحمد جمعهما القدر، كانا كأنهما توأمان لا يفترقان ،أحبها بجنون وعشقته حتى الثمالة، كانت كل أحاديثها عنه .. هي معجبة به .. بجماله ..وسامته..طويل القامة ..شعره المجعد ..عيناه العسليتان ووجه الصبوح البدري وكأنه القمر في تمامه.
أحلام كانت فائقة الحسن والجمال.. شعرها أسود منسدل وعيناها كأنهما غابتا نخيل وقت السحر ،وشفتاها تقطر عسلا . لم يتجرأ أحد من زملاء العمل من الاقتراب منها ، بل الكل يعرف أنها لأحمد، وأحمد لها .مرت السنوات وقررا الزواج..فرحة عارمة وسعادة كبرى سيستقران اخيرا في بيت واحد سيجمع حبيبان كافحا معا من أجل حبهما الأسطوري .كان دائما يقول لها إياك أن تتركيني في منتصف الطريق ،تدمع عيناها وتقول: أبدأ حبيبي لن يحصل هذا.
صبيحة احد الأيام ركب سيارته لاقتناء بعض الأغراض لبيتهما الجديد ،سارت السيارة على أنغام الموسيقى وفي لحظة ما باغثته شاحنة تسير بسرعة جنونية واصطدمت به ،انقلبت السيارة أكثر من مرة وأحمد يردد أحلام.. أحلام.. حبيبتي. ضاع الحلم ،تجمع الناس واتصلوا بالإسعاف، أصيب إصابة بليغية على مستوى الرأس وفي العمود الفقري، نقل للمستشفى، أما السائق الثاني فقد رحل لدار البقاء .شعرت أحلام بألم شديد ونغزات في قلبها وزداد الامر برنين هاتفها : أحمد في المستشفى. صرخت بأعلى صوتها وبدأت تلطم خديها الناعم وتبكي ،وصلت الى المستشفى رفقة أصدقاء العمل ،وجدوه في غرفة العمليات .. ساعات من الانتظار لا يسمع الا أنين أحلام التي استعادت شريط حياتها معه .خرج الطبيب وقال لهم استعدوا لجميع الحالات ،حالته حرجة جداا ،يمكنكم رؤيته ،لكن فرد واحد فقط .دخلت وهي غير قادرة على تحمل رؤيته طريح الفراش ،أمسكت يده وقبلتها بحرقة وهي تدعو الله أن يشفيه ويعود إليها. حبيبي لا تتركني وترحل ،لن استطيع العيش بدونك. فتح عينيه وابتسم لها لا تبكي حبيبتي، يجب ان تكوني قوية ،ربما لن نكمل الرحلة معا ،
-صرخت: لا تقل هذا لن تغادر.. لن ترحل ،وعدتني ويجب ان تفي بوعدك.
- حبيبتي هذا قدرنا
بكت وهي تمسك يده وتحدق في عينيه .. لا تتركني في منتصف الطريق..لا ...
لحظات ..أنفاسه ترتفع وتنخفض ،صرخت بأعلى صوتها ، أسرع الطاقم الطبي .. أخرجوها من الغرفة ،ولكن كانت روحه قد خرجت وعيناه مثبتتان على أحلام ودموعه تسيل. كان رحيلا في منتصف الطريق.
بقلمي فوزية الخطاب 01.05.2025